الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رمضان فى التحرير

رمضان فى التحرير


ستخسر كثيرا دراما رمضان هذه المرة ليس لأنها-ربما تكون- دراما مرتبكة مرتعشة تبحث عن هوية جديدة ولأنها-ربما تكون أيضا- دراما نصابة باعت جمهورها القديم والأزلى واشترت جمهورا عابرا لا يحترم الفن ويهين الفنانين.. ولكن لأن جماهير دراما رمضان التليفزيونية الغفيرة سيلجأون لفنون «الميادين» الجامحة الحرة والفتية.. تحديدا لكل فنون وإبداعات متظاهرى وفنانى التحرير والذين هم أكثر جنونا وابتكارا وصدقا من الفنانين الرسميين الملتزمين كثيرا بالنص والرقابة وإمكانيات المنتج ونوعية جمهور البيوت وصورة الفنان.
 
أولدت ثورة يناير فى فصلها الأول عدداً كبيراً من مثل هؤلاء الفنانين شديدى التميز والاختلاف والشهرة الآن.. والآن جاء عليهم رمضان فى شوارع مصر.. مصر التى ستتحول ميادينها لما يشبه ليالى الحسين والغورية وسهرات السيرة الهلالية.
 
فى الفصل الثانى والقادم من الثورة يوم 30 يونيو سيكون الإبداع مفاجأة للعالم كله «مفاجأة ثورية ومفاجأة فنية».. هذا كله طبعا لو «طالت مدة 30 يونيو حبتين والتحمت بـ10 يوليو أول رمضان».. سيكون مفاجأة لأن فنانى السينما والمسرح والتليفزيون والذين يملأون الآن وزارة الثقافة وماحولها فى اعتصامهم المبهر سينقلون فعالياتهم للتحرير ملتحمين بمبدعى الميادين الهواة الذين دشنوا ما عرفوا فيما بعد يناير 2011 بفنانى الثورة.
 
سيحدث هذا حتى لو فلتت دراما التليفزيون هذه المرة من أخونة أفكارها الطليقة الجامحة حتى ولو لم ترتد «الاسكريبتات» ذقنا ومسبحة ونقاباً.. لهذا ربما تحظى الفنون التليفزيونية بنفس نسبة المشاهدة القديمة.. فالجماهير القعيدة «من القعدة أمام التليفزيون» ستنتقل من الكنبه إلى الشوارع لتشاهد حصريا ما لم ولن يعرضه التليفزيون المصرى ليس فقط من فنون أكثر تنوعا كالباليه والموسيقى والتشكيل بل أيضا من فنون فى إدارة المعركة الحاسمة لنيل حرية وكرامة المصرى.. معركة استعادة مصر أرضا وحضارة وتاريخا وفنا.