الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فجر مـصـر الجديد

فجر مـصـر الجديد


مضت على مصر حقب تاريخية مختلفة، تجاوزتها جميعا، بانتصاراتها وانكساراتها، ظلت شامخة أبد الدهر، حافظت على مكانتها محورا للحضارة ومبعثا للإشعاع لم يتمكن منها غاصب أو يستقر فيها محتل، كل من حكموها دانوا لها بالولاء حتى المماليك ومن بعدهم محمد على «الألبانى» الذى بنى مصر الحديثة وبعث فيها الروح من جديد وأقام نهضة عظيمة لا تزال تطل برأسها مرفوعة صواريها شاهدة على إنجازات شعبها وولاء حكامها لتراب هذا الوطن، إن دواوين التاريخ وسجلاته حافلة بإنجازات حكام مصر وجهادهم لتحديثها وبنائها ونصرتها وإقامة نهضتها.

 
 
 
إن هذه الحقبة التى تعيشها مصر أمر «طارئ» سيتجاوزها الشعب حتما ويلقى بها بعيدا فى غياهب الماضى، ليتناسى ديمقراطية زائفة عرجاء منقوصة شابها التزييف والتواطؤ، سوف يذكر التاريخ بين طياته أن جماعة تسربلت بغطاء الدين وضاجعت بتعاليمه كل الخطايا، خدعت شعبنا الطيب امتطت ظهره وقفزت من فوق أكتافه، استغلت فقره وحاجته باعته الوهم وصكوك الغفران وتذاكر الفردوس الأعلى على أبواب المساجد وفى مواسم الانتخابات وعلى قارعة الطريق.
إن عاما مضى سيكون هو كل تجربة الإخوان فى الحكم، التجربة التى كشفت عوراتهم وفضحت مزاعمهم، إن يوم 30 يونيو الجارى سيكون فاصلا فى تاريخ مصر، سيستعيد فيه الشعب كبرياءه وثورته، سيخوض فيه المصريون آخر مواجهتهم ضد الرجعية والتخلف المتستر خلف عباءة الدين الذى هو بالتأكيد برىء من كل المخادعين، تجار الدين والوهم، سيستفيق شعب مصر العظيم فى هذا اليوم ليضرب من جديد المثل والنموذج الأروع أمام العالم ليثبت أنه شعب أبى عزيز، إن يوم 30 يونيو سيعيد لمصر أمنها القومى المستباح، وأمنها المائى الذى مرغته جماعة بديع والشاطر ومن لف لفهم فى التراب.
لكن يبدو أن مشكلة الرئيس لا تكمن فقط فى الجماعة، كان يمكنه وهو رئيس مصر أن يتحرر من تبعيتها ولو جزئيا، لأن مصر أكبر من الجماعة، مصر باقية والجماعة ستتحول بعد أيام إلى تاريخ.. إن مشكلة «مرسى» تعود إلى أن خبراته لا تؤهله بشكل كامل لإدارة البلاد..  فضلا عن أن الجماعة مجرد رجع للصدى تنمو  فى الظلام تعشق الغموض تعتاش على التقية والخداع ولا ترى المستقبل، التخطيط والاستراتيجيات فى مفهوم الجماعة تواكل وانتظار لمدد لا وجود له فى عصر العلم.
سوف يكتب المصريون فى يوم 30 يونيو تاريخا جديدا مجيدا يبزغ فيه فجر ثورة حقيقية نهضة حقيقية تعود فيه مصر إلى المصريين، يعود بعده العمال إلى مصانعهم تدور عجلة التنمية يمضى قطار الحياة المخطوف إلى وجهته السليمة.. لتنهض مصر من جديد ويعلو صوتها، وتقود أمتها ليتوارى الصغار دولا وجماعات.