
هناء فتحى
حرب النجوم
واستبق المبدعون حربنا مع الإرهاب قبل موعدها المعلوم.. وعليه فقد قاد المثقفون كتيبة الفيلق الأول نحو المعركة الموعودة بين مصر والعدو الإخوانى.. وما أروع وأعظم وأخلد أن يبتدئ المبدعون الفعل ثم تدوينه (رسما وتأريخا وموسيقى وسينما ورواية وشعرا ومسرحا وغناء).. ومن هنا تبدو أهمية ما يحدث داخل وخارج وزارة الثقافة المصرية بين كواكب النور والتنوير وبين بقع ولطع الظلمة والتظليم!.. بين التقدم وبين الرجعية.. بين الدولة وبين والعشائر.. بين العلم وبين الجهالة.. بين الصبح وبين العتمة.. بين أصحاب الأرض وبين المستعمر الإرهابى.. بين مصر وبين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وعليه فقد استعاد المثقفون بفعاليات الغناء والأوبرا والباليه للجماهير يوميا أمام وزارة الثقافة المستردة والمستعادة من قبضة سارقى النور والحلم. استعاد الفنانون خيال الناس ووعيهم وأحلامهم المسروقة، وهنا تبدو أهمية أن يقود المبدعون كتيبة الجيش الأول نحو حرب 30 يونيو المرتقبة، بعد أن كان المثقفون والفنانون أفرادا ضمن نسيج الوطن كله أيام ثورة يناير المسروقة - بل إن بعضهم ناصر الثورة وبعضهم عاداها- إلا أنهم الآن أشعلوا بداية الثورة الجديدة وقدموا تصورا استباقيا (بروشور) لخط سير المعركة ومن ثم حسمها ودحر عناصر الإخوان وفلولهم.. وهنا تستطيع أن تؤكد أن المبدعين استردوا أرضهم ومجال جنونهم وإبداعهم متمثلا فى وزارة الثقافة.. استردوا أهم المواقع الاستراتيجية وأعظمها على الإطلاق وهى الثقافة والفن.. بشكل آخر وبمعنى آخر: استردوا العقل المفكر والمجادل والخلاق ودحروا البلادة والتخلف.. وهذه أولى ليالى المعركة (والليالى لسه طويلة).
وعلى الشعب كله وحتى 30 يونيو وما بعدها استعادة كامل دولته من المحتل الإخوانى.. كيف ذلك؟.. أقول لك:- أولا على المصريين استعادة الجمهورية المصرية المدنية.. ثانياً: تنقية الدم المصرى من كل الفيروسات والأمراض والعلل الإخوانية.. ثالثاً: استعادة دين الله من سارقى الأديان والأحلام والأوطان.. فالذين سرقوا الثورة والوطن لم يتورعوا عن محاولة سرقة الله (والعياذ بالله) متحدثين باسمه دون توكيل أو أمارة أو صفة.