الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصرى أم خليجى.. الهم السينمائى واحد!

مصرى أم خليجى.. الهم السينمائى واحد!


يعتقد الكثيرون أنه لا توجد مشكلات مادية تواجه صُناع السينما فى الخليج العربى، وأن البذخ المادى هو سمة عامة لكل من ينتمى إلى تلك المنطقة، فلا مشكلة مادية من الممكن أن تحول دون تحقيق أحلامهم، بينما على أرض الواقع تستطيع أن ترى المشكلات التى تواجه السينمائى الخليجى مثلما نراها مثلا فى مصر وهى نقص التمويل، العديد من المخرجين الخليجيين عندما ألتقى بهم أجد لديهم أفكاراً وطموحات لتنقيذ مشروعات سينمائية ولكنها تصطدم بحائط صلب وهو التمويل، فى الكويت مثلا المخرج خالد الصديق أخرج فيلمى «بس يا بحر» و«عرس الزين»، ثم لم يقدم مشروعه الروائى الثالث، برغم أنه بدأ فى مطلع السبعينيات وفيلمه الأول حقق نجاحا ضخما، المخرج البحرينى بسام الزوادى لم يتجاوز رصيده ثلاثة أفلام روائية ورغم ذلك يعتبرونه فى البحرين الأوفر حظا.
أشارك الآن فى الكويت فى مهرجان الخليج العربى الدورة الثانية، حيث إن مجلس التعاون الخليجى هو المشرف على المهرجان قد أقام الدورة الأولى العام الماضى فى الدوحة، ومع كل مهرجان خليجى يتردد نفس السؤال وعلى طريقة تلك المعضلة التى توارثتها البشرية البيضة أم الفرخة أقصد الفيلم أم المهرجان؟ هل الأجدى أن تتوجه رءوس الأموال إلى صناعة أفلام سينمائية أم تتبدد فى إقامة مهرجان سينمائى تنتهى فعالياته بعد بضعة أيام وينتهى أيضاً تأثيره، أليس من الأجدى أن تُصنع أفلام أولاً وبعد ذلك تقام مهرجانات تشارك فيها سينما البلد المضيف صاحب الأرض. تحول هذا السؤال إلى «راكور» ثابت لا يتغير فى كل مهرجان خليجى، إلا أننا فى السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية أخرى مختلفة ربما تحمل رداً عملياً على السؤال،إنها تلك الأفلام التى ترى فيها مثلاً مهرجانات مثل أبوظبى ودبى والدوحة مشاركة فى إنتاجها.. بالطبع إن تقديم الأفلام هو الهدف الأسمى الذى ينبغى أن تسعى إليه كل الدول إلا أننا لسنا فى مجال اختيار بين فيلم ومهرجان ولكن ما الذى يضمن أن ميزانية المهرجان سوف تتوجه بالضرورة إلى إنتاج فيلم سينمائى؟ الحقيقية هى أن المهرجانات أنجبت مهرجانات قبل أن تنجب أفلاماً.
منصة انطلاق مهرجانات الخليج المؤكد أنها انتعشت مع بداية مهرجان دبى السينمائى الدولى 2004 الذى يتوجه أساساً للسينما العربية من خلال جائزة المهر العربى، حيث حقق حالة من النجاح بتواصله وهو ما دفع «أبوظبى» لإقامة مهرجان بتوجه آخر بعد ثلاث دورات من دبى، ثم مهرجان الدوحة الذى انطلق بعد عامين من أبوظبى، وكانت مثلاً مملكة البحرين قبل 14 عاماً هى التى بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يرأسها المخرج البحرينى بسام الزوادى بمهرجان للسينما العربية ولكنها تعثرت بسبب معوقات مادية، بينما يتواصل رغم كل الصعوبات التى تواجهه مهرجان «مسقط» السينمائى الذى يعقد بميزانية محدودة مرة كل عامين إلا أنه - وهذا يحسب للجمعية السينمائية التى يرأسها  المخرج د. خالد الزدجالى - يعقد ويحاول أن يتواجد على الساحة الخليجية.
السينما الخليجية تنتعش الآن وتلعب المهرجانات دوراً محورياً فى تأكيد حضورها، والجمهور سوف يزداد تعلقاً وشغفاً بتلك الأفلام التى أنجبتها المهرجانات السينمائية، والتى بلا شك لعبت دوراً محورياً فى هذا التواصل وتلك الحميمية والدفء والتى نراها فى كل محطة سينمائية أشاهدها فى أحد بلدان الخليج العربى، ولكن بالتأكيد سيظل هناك سينمائى يحلم بعمل فنى بينما معوقات مادية تحول دون تحقق أحلامه سواء أكان فى مصر أو تونس أو الخليج.. نعم الهم  السينمائى واحد!!