الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
السرقة الفنية  من أنجلينا إلى هيفاء !!

السرقة الفنية من أنجلينا إلى هيفاء !!



 
 
 
 
 
 
 
ليست بالطبع القضية الأولى ولن تكون بالتأكيد الأخيرة أتحدث عن حكم المحكمة الأمريكية بتبرئة النجمة الأمريكية أنجلينا جولى من تهمة سرقة فيلم «أرض الدم والعسل» أول أعمالها كمخرجة من مؤلف كرواتى الجنسية أقام دعوى قضائية ضدها بعد أن اتهمها بالاستعانة بكتاب له اسمه «تمزيق الروح» فى كتابة سيناريو الفيلم، القضية ظلت متداولة فى المحاكم قرابة عامين حتى حصلت أنجلينا على البراءة.
 
الاتهام بالسرقة الأدبية ظاهرة ضاربة فى العمق طوال تاريخ الإبداع الفنى عالمياً ومحليا، ومن آخر أحداثها ما تتداوله الآن المحكمة فى أمريكا، وهى القضية التى آثارها أحد الكتاب متهماً المخرج الأمريكى جيمس كاميرون بأنه سطا على رواية قديمة له وقدمها فى فيلمه الأشهر «أفاتار» الذى عرض قبل ثلاث سنوات وحقق أعلى رقم فى شباك التذاكر حتى الآن 3 مليارات دولار. نتابع أيضاً على الساحة المصرية الدعوى التى أقامها أحد الكتاب الجدد يتهم صناع مسلسل «مولد وصاحبه غايب» أول عمل درامى للشاشة الصغيرة بطولة هيفاء وهبى مشيراً بأن كاتبه مصطفى محرم استوحاه من مسلسل آخر كان قد كتبه لنفس شركة الإنتاج.
 
الغريب أن دفاع شركة الإنتاج استند إلى أن المسلسل يضم خطوط تماس مع الفيلم القديم «تمر حنة» الذى لعبت بطولته نعيمة عاكف وفايزة أحمد ورشدى أباظة، وكتبه جليل البندارى وأخرجه حسين فوزى وهو ما سيضعهم فى مأزق قانونى آخر - لو ثبت ذلك - مع ورثة صُناع فيلم «تمر حنة». السرقة الأدبية تظل واحدة من أشهر القضايا فى العالم وهناك فرق بين التأثر والسرقة ولهذا يضع القانون تعريفاً محدداً لها وهو وضع «الحافر على الحافر» أى التطابق الشديد ولكن أغلب السرقات الأدبية لا نرى فيها هذا التماثل الحاد.. فى الموسيقى مثلاً حددوا السرقة بتتابع ستة «موازير» من الممكن تشبيه المازورة الموسيقية بالكلمة وفى هذه الحالة تطبق حدود السرقة وهى بالطبع لا تقطع يد السارق ولا يدخل السجن ولكن يدفع غرامة مالية.
 
هل نحن نملك الجرأة لنعترف بالسرقة أم يعتبرها البعض فهلوة؟ الكثيرون يطولهم اتهام السرقة خاصة المشاهير ونتذكر مسرحية «جلفدان هانم» التى كان محمد عوض يؤدى فيها دور كاتب ظل اسمه عاطف الأشمونى وهذا التعبير «كاتب ظل» يستخدم فى العالم كتعريف لهؤلاء، أى أنه يكتب من الباطن لحساب كاتب آخر شهير مقابل أجر، وتلك الحالة عرفتها مصر كثيراً فى سينما الستينيات باسم الورش الفنية.. فى الماضى لم يكن مسموحاً بأن تقرأ أسماء من يعملون بتلك الورش الآن صارت تلك الورش معلنة ومعروفة وكتابها نقرأ أسماءهم على التترات.
 
أتذكر مثلاً أن الكاتب الكبير الراحل بهجت قمر والد الشاعر والكاتب الموهوب أيمن بهجت قمر كان كثيراً ما يكتب من الباطن حتى بعد أن أصبح اسمه معروفا، 52٪ مما قدمته شاشة السينما  المصرية من أفلام فى الستينيات وحتى الثمانينيات كان قمر يعيد صياغة الحوار الدرامى ويضيف الكثير من المشاهد للسيناريو مقابل أجر ولكن أيضاً بدون الإشارة إلى اسمه.الكاتب والممثل محمود البزاوى من أشهر من يمارسون هذه المهمة الآن سواء فى التليفزيون أو السينما ولكن فى العادة لا يكتب اسم البزاوى وهو يكتفى بتمثيل دور فى العمل الفنى وإن أصبح فى السنوات الأخيرة يكتب اسمه على  بعض الأعمال الفنية.. من أشهر الذين ارتبطوا بالتلحين من الباطن الموسيقار رءوف ذهنى الذى رحل عن عالمنا قبل 52 عاماً وكان من المعروف أنه ساهم فى العديد من الأغنيات المنسوبة لمحمد عبدالوهاب.. التقيت برءوف ونشرت عنه تحقيقاً عنوانه «أنا والعذاب وعبدالوهاب» ذكر فيه أسماء الألحان التى وضعها لعبدالوهاب أو شارك فيها مقابل أجر ومن أشهرها لحن عبدالوهاب لأم كلثوم «فكرونى»!!
 
ورغم ذلك فإن علينا أيضاً أن نذكر الوجه الآخر للعملة وهو أن العديد ممن يقيمون الدنيا بالضجيج ويقيمون دعوات قضائية ويعلو صوتهم ضد المشاهير كان هدفهم هو تحقيق الشهرة على حساب هؤلاء وبعضهم كان يفعلها من أجل الابتزاز، وفى العادة تسقط قضائياً مثل هذه الدعاوى وعلينا أن نتابع ما تُسفر عنه تلك الدعوات القضائية التى تلاحق «أفاتار» و «مولد وصاحبه غايب» فهل يحصل جيمس كاميرون وهيفاء وهبى على البراءة مثل أنجلينا جولى!!