
هناء فتحى
زنزانة السيد العجوز
كل الذين استخدموا مقاربات وإسقاطات مسرحية الكاتب السويسرى «فريدريش دورنيمات» زيارة السيدة العجوز.. لم يتوقعوا عودة العجائز كلهم للانتقام وإلا فليفسر لى أحدهم معنى هذا الاحتفاء المبالغ فيه بالحوار الذى أجرته قناة «روسيا اليوم» الثلاثاء الماضى مع المخلوع أو المحروق «على عبدالله صالح» متحدثا فى شئون اليمن ومنظرا لكيفية الخروج من مأزق حكم الإخوان «المسلحين» لمصر وتونس وليبيا ومحاولة سيطرتهم على سوريا والعراق ولبنان والجزائر.
وليفسر لى أحدهم عن قرار المحكمة المرتقب بالإفراج عن المخلوع مبارك فى «14» من الشهر القادم؟وهل سيتبع ذلك إفراج عن «بن على» وعودته لتونس؟ وإفراج عن سيف الإسلام القذافى، عوضا عن والده المقيم فى الآخرة الآن؟ هل تحتاج مصر لعودة العجائز؟ ألا يكفيها عجائز إرشاد المقطم وما فعلوه بمصر بعد انتظار الانتقام من ثمانين عاما أو يزيد؟
والمسرحية الشهيرة التى تتحدث عن زيارة سيدة عجوز فقدت شبابها وعذريتها قديما فى قريتها الأولى تعود لتنتقم من منتهكها.. لكن مصر لم تقم علاقة من أى نوع بين الإخوان والحزب الوطنى حتى ينتقم منها مرسى ومبارك ومصر لن تتزوج أحدهما أبدا أبدا.. مصر الشابة الصبية العفية الحيية تتزوج حبيبها الحر الأبى ابن طين ورحم الأرض العريقة ابن الفراعنة والحضارات والقيم الإنسانية النبيلة.. ابن الشمس والضوء والنهار والنيل والحكايات الجميلة.. وليس ابن السجون والظلمات وخلف الأزمنة العقيمة.. ابن الأكاذيب والأضاليل ومصاصى الدماء لن يعود عجوزا أو صيدا لأهل مصر وشبابها وصانعى ثورتها المجيدة التى حولها الإخوان إلى نكسة فاقت نكسة يونيو لأن السيدة العجوز لا تحمل فوق ظهرها المنحنى سوى النكسات والنكبات وظلمات السجون الطويلة.. مصر لن يحكمها «رد سجون» مصر سوف تطرد كل السيدات العجائز وتطاردهن إلى أقبية زنازينهن القديمة.