
هناء فتحى
العلبة فيها طائر النهضة
كل هذه الحركات والألاعيب التى قام بها الفنانان القديران توفيق الدقن مع عبدالمنعم إبراهيم فى فيلم «طاقية الإخفاء» والعلبة دى فيها إيه؟ فيها فيل.. طاخ و«قلم ع القفا»، كان يجب أن ينتظر صناع الفيلم هذا التوقيت المزرى والمهين ليقتلوا ويسحلوا ويسرقوا وينتهكوا دون اللجوء لحمرة الخجل أو ورقة التوت أو طاقية الإخفاء لأن العلبة دى فيها طائر النهضة.. وبرضه قلم ع القفا.. طاخ طوخ طيخ.
فى أزمنة العبث واللامعقول والجنان الرسمى سوف تجد خريجى السجون والقتلة والسفاحين والحرامية يوقفون البلد كلها على رجل واحدة، وفى حالة تلبس.. نحن فى أيديهم وتحت رحمتهم فى حالة تلبس! طيب مش كفاية العفاريت اللى لابسانا وبقينا ملبوسين ومخبولين من أشكال أبناء أبى جهل بعيونهم الفظة ولحاهم المغبرة يخرجون علينا ويصرخون ليل نهار فى الفضائيات بتاعتهم وبتاعتنا ولا «بات مان» ولا الفانباير Vanpier مصاصى الدماء، ألا تكفيهم كل هذه الدماء المسكوبة لخيرة شبابنا؟ ألم يرتووا من مص الدماء؟ ليس فقط من الدماء.. بل من القلوب الطيبة التى مزقها الرصاص والكرامة التى لوثها تراب الأرض وجزم من يتسترون بالدين «إخوان وسلفية وجماعة إسلامية وجهادية»، هؤلاء الذين مازالوا يعيشون فى العلبة.. علبة الفيل وطائر النهضة.. علبة زنازين أمن الدولة القديمة.. مازالوا لا يريدون التوضؤ بالماء بل بالدماء.. مازالوا يرفضون أكل العيش الحلال بل لحم الموتى والفقراء والمسحولين.. كل ده كوم وحكاية إنهم يبقوا «بوليس» «مش حرامية» كوم تانى.. أنت فين يا توفيق الدقن؟ أحلى من الشرف مافيش فعلا.