
هناء فتحى
أعتذر لرغدة
فى حضرة «ماجدة الرومى» محظوظ أنت ما بين نظرة عينيها تلك وابتسامتها وصوتها الصداح.. فما بالك لو أطلت هى عليك ضيفة لساعتين مع «مرسال غانم» فى برنامج «كلام الناس» على قناة l.d.c كالفراشة كانت تغنى.. لكنها حين تتحدث فمثل الفراشة ومثل النار هى وقبل أن أحتفى بماجدة الرومى لابد وأن أقدم اعتذارى لرغدة.. وبأثر رجعى.
∎ هل هناك علاقة؟ نعم.
فى بداية الحلقة المذاعة على الهواء تحدثت ماجدة الرومى عن تبنيها لحركة أسمتها «اللاعنف» طالبت فيها شعبها اللبنانى والسورى بالكف عن نزف الدماء.. لكن ماجدة «الصغيرة» فى أفلام «يوسف شاهين» و«الكبيرة صوتا وتجربة» قد شكلتها الآلام الخاصة والعامة وأدركت أن هذا التراجع الإنسانى والفنى والثقافى والسياسى فى بلاد ما قد نسميه نحن - توهما - بالربيع العربى يعود هذا التراجع إلى ما أسمته ماجدة الرومى بلعبة الأمم.. تلك الأمم الكبرى التى يروق لها الآن ما وصلت إليه مصر وتونس وليبيا واليمن من تردٍ وتراجع بعد حكم الإخوان.. وقالت لو استطاع الإخوان أن يجعلوا نهر النيل يمر من عنق زجاجة لاستطاعوا أن يمروا هم فى حكم مصر وحكم العرب.
أعتقد أن ماجدة الرومى كانت تقصد بلعبة الأمم تلك ذلك التوكيل الذى منحته أمريكا للبعض كى يصبحوا وكلاء لها فى إدارة شئون بلاد العرب تماما مثل توكيل السيارات والبامبرز والحقيقة أن سوريا ولبنان الآن ترفضان توكيلين أمريكيين لإدارة بلادهما.. لهذا يتم تدمير سوريا بجيش حر عساكره من الإخوان والصهاينة وبعض الحالمين من الشعوب.
هل أدركتم لماذا أعتذر لرغدة؟ فهى الحائرة بين طغيان بشار الأسد وبين لعبة الأمم تلك التى تحدثت عنها ماجدة الرومى مع مرسال غانم الأسبوع الماضى.