الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جوليا روبرتس .. أصبحت سوداء

جوليا روبرتس .. أصبحت سوداء


هل كانت تنقصها شهرة أو مال أو كانت فى احتياج  لفيلم  كبير تتوج به «جوليا روبرتس» مسيرتها الطويلة الناجحة الحافلة والمضيئة حتى تحاول سرقة أفلام زميلاتها؟
هوليوود المهمومة الآن بالبحث عن إجابة لسؤال مربك ومحرج ومثير للشكوك وفعال لنظرية المؤامرة: ما الذى جعل الممثلة الكبيرة «جوليا روبرتس» تحاول سرقة بطولة فيلم تاريخى من زميلتها الهوليوودية البريطانية الأصل السوداء: «سيسيا إريفو» الفيلم المأخوذ عن قصة حياة «هاريت توبمان» المناضلة السوداء .. أكثر النساء  شهرة فى أمريكا على الإطلاق.. الدور الذى لا تصلح له جوليا لأنها ببساطة بيضاء البشرة  ولأنها ليست إفريقية  الملامح.. ولن تتحول الى زنجية إلا بماكيير من الجن المصَوّر.
قصة  الفيلم عن عدة كتب فى السيرة الذاتية لأشهر ناشطة سوداء حاربت العبودية وحررت وهرّبت مئات السود العبيد أثناء الحرب الأهلية الأمريكية عام ١٨٦١ .. البطلة كانت تحارب البيض - كجوليا روبرتس وأمثالها- أحفاد سارقى الأرض والعرض والمستعبدين للسود المهاجرين الأفارقة وقتها.
••هل تغيّر أمريكا لونها وتاريخها ؟
كاتب السيناريو والمنتج «جريجورى هيوارد» وصاحب فكرة تبديل  سيسيا بجوليا وسحب السيناريو من «سيسيا» والعقد والعربون والحلم والفرحة صار ضيفًا الآن فى كل برامج التوك شوز الأمريكية والصحف والمجلات محاولًا فرض جوليا روبرتس على الدور غير المناسب لها. مؤكدًا أن الفيلم فانتازيا!!
و«جوليا» أبدًا  لا تتحدث  ولا تصرح للصحف.. تلتزم الصمت التام.. وهى الفنانة الكبيرة والمنتجة وصاحبة لقب الأعلى أجرًا فى هوليوود حتى الآن والتى تدرك قيمة الصمت فى هذه اللحظة الفنية والتاريخية الصعبة فى «الكتاب» الأمريكى الذى يلهو بصفحاته ترامب الشعبوى الأبيض المناهض للمهاجرين الذين انتصرت لهم بطلة الفيلم وبطلة الحرب الأهلية الأمريكية التى خسرها أجداد ترامب أمام عبيدهم السود.. لكنَّ فيلمًا قادمًا سيقلب التاريخ ويبدل اللون والدم.. لكنه يقينًا سيُحْيي الموتى.
.. إنهم يلعبون بالنار .
وهو ليس الفيلم الأول عن المناضلة الأشهر هاريت توبمان.. إذ سبقه فيلمان هوليووديان  آخران وكانت البطلتان سوداءتين اللون: (امرأة تدعى موسى) و(البحث عن الحرية).
هاريت توبمان المناضلة السوداء التى  قادت كفاحًا  مسلحًا وجاهدت لإلغاء الرق  فى نيويورك وجعلت النساء حقًا فى التصويت الانتخابى والمولودة عام ١٨٢٠ والمتوفاة عام ١٩١٣ لم تكن امرأة عادية بل مقدسة لها رؤى وأحلام وكلمات نافذة.. ترى ما لا يراه الآخرون.. وكانت شديدة الإيمان بالله - كانت دعوتها والقبر- كانت تعمل لدى جيش الاتحاد وهى عبدة إفريقية من غانا .. لها حكايات فى الحب والزواج غريبة الأطوار تصلح بالفعل كفيلم سينما فانتازيا كما يرى المؤلف.
جوليا روبرتس أيضًا امرأة هوليوودية نافذة وآسرة وسيخلدها التاريخ كسيدة من أعظم فنانى العالم.. لكن هوليوود المنقسمة على نفسها الآن حول قيام جوليا بقبول بطولة فيلم عن قصة حقيقية ربما لن تصبح حقيقية.. هوليوود التى لا يرى نصف صناعها سببًا يجعل جوليا حاصدة الأوسكار وجوائز أخرى و صاحبة أجمل وأهم الأفلام ليست فى حاجة للاستيلاء على فيلم لا يناسبها.
هناك رجال قاموا بأدوار نساء والعكس صحيح.. ونجحوا جدًا جميعهم.
هل تنجح جوليا فى أداء دور مناضلة مهاجرة إفريقية سوداء بأمريكا؟
هل شَحَبَت جوليا فنيًا  وانحسرت عنها الأضواء فى عمر الـ٥٥ ؟ وتريد عودة البريق والألق وتصدر العناوين وحصد الجوائز بفيلم يملك كل أسباب النجاح الجماهيري والفنى لو التزم صناعه بالسيرة التاريخية ذاتها دون تبديل أو طمس؟
بعيدًا عن الفيلم المثير للجدل والغضب ثمة تاريخ سيُكتب مع نهاية ٣٠٢٠ لو استمر ترامب رئيسًا لفترة ثانية.. ساعتها سنعرف أن كانت  Harriet Tubman سوداء بالفعل؟