الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
السكاكين المجهولة التى تحصد أرواح الإنجليز

السكاكين المجهولة التى تحصد أرواح الإنجليز


 إنجلترا لم تعد هى الإمبراطورية البريطانية القديمة التى غابت عنها الشمس، وتركتها فى صقيع وظل وذُلّ وذيل أمريكا، أمريكا التى فى طريقها للغروب لتخلى مكانها لصعود إمبراطوريات أُخَرْ، إنجلترا ليست إليزابيث ولا ديانا المغدورة ولا كل الحكايات والقصص المروية عن علاقات أحفاد إليزابيث العاطفية.. ليست هارى وميجان ماركل وطفلهما المولود الأسبوع الماضى.. الطفل ذو الملامح الإفريقية الذى لخبط ألوان الأسرة البيضاء ذات الدم الأزرق .. الأسرة الملكية التى قتلت زوجة ابنها عاشقة وعشيقة المصرى المسلم.   
إنجلترا ليست تريزا ماى وحكايا البريكسيت، وليست عمدة لندن المسلم صادق خان المثير للجدل، صادق خان الذى يكرهه المسلمون لأنه ينتصر لمسيرات الشواذ ويتجاهل الدم الفلسطينىّ وقضايا المسلمين، المسلمون الذين  يملأون أرجاء المملكة، بل المملكة المتهمة بإيواء ومناصرة جماعة الإخوان المسلمين بعد طردهم من بعض البلاد العربية، المملكة المتهمة من قديم بخلق وإنشاء الجماعة وتمويل حسن البنا فى مصر.
إنجلترا ليست فقط هى دولة الاحتلال التى استعمرت بلدانًا عدة فى أفريقيا وآسيا وأذلت شعوبًا ونهبت خيراتها، وليست صاحبة الجريمة الكبرى فى توطين اليهود فى فلسطين وتشريد وبعثرة وزوال أهلها المقدسيين.
لا.. لكن إنجلترا الآن مختلفة تمامًا، هى بلاد تعيش فى دوامة إرهاب غريب ومخاتل ومستتر غير معلوم فاعليه، إرهاب لا يستخدم قنابل المسامير، ولا السيارات المفخخة، ولا حتى البنادق والمسدسات فى قتل وحصد أرواح آلاف من مواطنيها منذ سنواتٍ طوال، لا، بل هو إرهاب متفرد متميز شديد الخصوصية فى بلاد أوربا كلها، إرهاب فى مجمل جرائمه يطعن ويذبح بسكين المطبخ!! تصور؟ وفى وسط شوارع لندن الفسيحة الرحبة وأمام الأعين وفى الخفاء، فى النهاية وعلى الأقل هو ليس إرهابًا إسلاميًا. 
 إنجلترا العظمى التى أضحت الآن فى مأزق مسكوت عنه وغير معلوم للجميع، إنها البلد التى باتت يوميًا وكل ساعة ودقيقة تغرق فى السر وفى صمت فى بحر من دماء مواطنيها، بحر من الدم الأحمر القانى وليس أزرقًا كما كان، حتى سكوتلانديارد لا يعرف شيئًا عن الجناة القتلة ولم يتم القبض إلّا على مشتبه بهم يُفْرَج عنهم عند عدم ثبوت التُهمة مع أن كثيرًا من عمليات الطعن والقتل بالسكين تحدث فى وضح النهار وفى المتنزهات ومحطات المترو بالعاصمة لندن، لكن الصحف والقنوات تبث أخبار الجرائم وتتابعها كل دقيقة.
أما البوليس فيقول إنه سجل 660, 14 حالة طعن بالسكين فى العام الماضى 2018 وحده  وأن هذه الجرائم المستحدثة بدأت منذ عام 2007.
أما الأمهات فيقُلن إنهن منعن بناتهن من الخروج ليلًا خوفًا من طعنهن بالسكين بعد تفشى الظاهرة.
أما عمدة لندن صادق خان فقد لامَ الآباء لأنهم يتركون السكاكين مع أولادهم.
أما بعض معاهد الدراسات البائسة فقد أرجعت أمر قتل آلاف المواطنين الإنجليز كل عام طعنًا بالسكين إلى قطع الحكومة البريطانية التمويل عن مشروعات الشباب حيث انخفض معدل التمويل منذ عام 2014 وحتى عام 2017 إلى 40 ٪، بينما تم قطع 91 ٪ من المعونة للشباب فى «ويسمانشستر» و«ولفرهامبلتون» فى السنوات الثلاث الماضيات.
أما الواقع الإنجليزي فيقول إن جرائم القتل بالسكين فى الشوارع قد طغت على جرائم الاغتصاب والخطف والقتل بالمنجل، تصور فى بريطانيا يُقتل الناس بالسكين والمنجل بينما يقتلون شعوبنا بأسلحتهم الحديثة جدًا.