الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ألعاب حلا وحنان.. عودة التائبات إلى ذنوبهن

ألعاب حلا وحنان.. عودة التائبات إلى ذنوبهن


وكأن الفن بديلٌ للدين.. أو أن الدين مرادفٌ للقيد، مرادفٌ للعتمة، وكأن الدين منافٍ للوعى وللمعرفة وللإدراك وللتساؤلات وللحيرة، وللغرابة أو وللسخرية تجد أن كل هذهِ الارتباكات يجيب وأجاب دومًا عنها الفن وليس الدين، فإجابات الأديان جاهزة مُعَلّلة مُقَوْلَبة وغالبًا ما ترفض الأسئلة، لأنها إجابات «وكلاء الأديان» أولئك الذين سرقوا أدوار الله كلها واكتنزوها لأنفسهم بغية السيطرة والسلطان.
كما ألعاب حمادة وتوتو فى «المية» يلعب بعض الممثلين منذ سبعينيات القرن الماضى.. فى عقول الناس باسم الله يحرمون ويحللون الفن والثقافة فتحتجب الفنانات ويطلق الفنانون ذقونهم فترةً ويعودون للفن الحرام من جديد.
إياك أن تعتقد أن ارتباكات حنان ترك وحلا شيحة الأخيرة هى عودة للوعى، لا، هى جزء من نظام عالمى يلهو بهم وبنا بدءًا من حسن يوسف وسهير البابلى وآخرين.. بدت الحكاية جلية فى استبدال الروس بالأمريكان.
أنت هنا أمام طريقين يختصمان ويقتتلان: يمين متطرف ويسار.
ملحد، اتخذ الأول من الله ودياناته مطية واتخذ الثانى من الفن غاية، ويوم أن سقط اليسار فى ثمانينيات القرن الماضى صالَ اليمين وجالَ قتلاً وترويعًا وتكفيرًا باسم الدين واتخذ من الإعلاميين - أحمد فراج - ومن الفنانين ومن المشايخ - العدد فى الليمون - وسيلةً لغاياته فى حكم الكون.
ربما كان لقيام المارد الروسى فى السنوات القليلة الأخيرة دور فى ارتجاج الوضع السابق وانهزام واضح لليمين المتطرف، ستجد الفتيات وقد تحررن من غطاء الرءوس - كانت موضة باسم الدين - لم تكن عن قناعة ولا وعى ولا قراءة سوى كتيبات الإخوة على أرصفة المساجد ودروس الفنانات التائبات، ستجد عودة المحجبات التائبات إلى الفن.. إلى ما حرمنه على أنفسهن وعلى نساء الأوطان الناطقة بالعربية.
سيبك بقى من الهيصة المصنوعة لسهير رمزى وشهيرة إذ كانت كلها لمشاهدة ومعرفة أثر نجاح عمليات التجميل عليهما وهى هيصة لا تشبه تلك المنصوبة لـ «حلا» و«حنان» و«توتو» المية.. فحنان لا تزال زوجة لأخ إخوانى متنفذ.. وحلا كانت منتقبة تعطى دروسًا فى الدين الإسلامى بمساجد كندا.. تصور يا أخى ويا أختى!
ربما تستطيع أن تستثنى شادية وشمس البارودى من القصة، ربما إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل الحالك الذى يلف العالم ويهدده بحرب ثالثة ملامحها فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ولن تنجو منها أمريكا الشمالية.
ولسوف نسأل: هل ساعدت زيارة ترامب للخليج فى أولى أيام ولايته فى تجديد الخطاب الدينى الإسلامى فى المنطقة المتحجرة النافية للنساء الرافضة للفن وللثقافة؟
ولسوف نسأل من أوكل لترامب دوره الكبير هذا والمزلزل؟ لن يجيبك أحد.ٌ
ولسوف نسأل لماذا عادت الفنانات المحتجبات للفن الحرام؟ لن يجيبك أحدٌ.
ولكن ارتباط رجال السلطة برجال الدين سيعطيك إضاءة.
ولكن فى قصص الفنانات العائدات ومسيرتهن وبداياتهن وصعودهن وسقوطهن وحكايا المحاكم القديمة سيعطيك إضاءة.
ولكن هزيمة الدواعش المسلمين المصنوعين من الغرب المسيحى والصهيونية ومشايخ الخليج وكبار تجار السلاح والمخدرات والنساء ستعطيك إجابة.