
هناء فتحى
لماذا تقع الجميلات فى غرام الأوغاد؟!
حقيقةً، ليس السؤال هو: ما الذى يجعلنا نقع فى الحب؟ هذا سؤال قديم.
كما أنه ليس السؤال الأهم.. ولا هو السؤال الأول لدى العاشقين ولا لدى العلماء ولا لدى القتلة والمجرمين!!
لذا سيكون السؤال هو: لماذا نقع فى غرام وهوى الرجال غريبى الأطوار ؟ وذوى السلوك المنحرف -العيال البُرَمْ- بينما لا ننجرف عادة إلى العشق أو الوقوع فى أفخاخ الرجال الطيبين أو البسطاء غير الملتوين -اللى مبيعرفوش يلعبوا بالبيضة والحجر مثلاً يعنى؟ ها ؟؟؟
هذا ليس سؤالى وحدى هنا لكنه سؤال جاء مباشرة إثر حادثة حقيقية غريبة التفاصيل
.. حادثة تجيب عن هذا السؤال المعضلة المُحيّر المُرْبك بجلاء واضح:
كانت بريطانيا قد استيقظت على خبر كارثىّ بثته سكاى نيوز يحكى عن تورط ضابطة لشوشتها فى غرام سجين قاتل محكوم عليه بالمؤبد.
تقول الحكاية إن Gemma Farr الضابطة ذات الـ 37 ربيعا والجميلة جدًا تم استجوابها وسجنها 3 أشهر عقب افتضاح أمرها بعشق أحد سجنائها العُتاة.. قاتل متسلسل محكوم عليه بالمؤبد، وكانت «جيما» قد عشقت المسجون حد الجنون ونسيت وظيفتها كحارسة أمن بالسجن.. كانت وظيفتها تحديدًا هى تأهيل السجناء للحد من عدوانيتهم، فإذ بها تتماهى معه وتمارس الخروج عن القانون، وتقوم من أجله بتهريب التليفونات وأجهزة الإستريو له داخل ملابسها الداخلية.
وكشفت التحقيقات معها أنها تواصلت مع السجين بـ 1500 اتصال ما بين مكالمات ومكاتبات واتس وإيميل.
فى دراسة شديدة الأهمية قامت مجلة ScientificAmericanبالبحث فى ذات الموضوع.
وتساءلت فى عنوان جذاب: «هل السيكوباتيون هم بشر جذابون للسيكوباتيين الآخرين؟»
أى هل يقع المرضى النفسيون فى غرام بعضهم البعض؟
حاولت المحلة العلمية أن تجيب.. أن تعرف الماء بالماء وقَصَّتْ حكاية المجرم «سكوت بيترسون» الشهير الذى أدين فى 2005 بجرائم قتل عدة منها قيامه بقتل زوجته.. ففى أول ساعة قبل إعدامه تلقى طلبًا للزواج ثم توالت 30 رسالة إيميل على بريد السجن من المرأة تطلب عنوان بريده الإليكترونى قبل موته !!!! يا الله؟
سردت المجلة هذه الحالة وأخضعتها لمصطلح Hybrstophilia أى «اشتهاء المجرمين».
ثم طرحت سؤالا :ما هى مصادر جاذبية المجرمين؟
وأجابت أنه ليس ثمةَ تخمين ولا توجد إجابة شافية شارحة موضحة مبينة واصفة بدقة للحالة.. لا.. لا توجد.. إلا أن هؤلاء البشر غريبو الأطوار أو المتميزون أو المجرمون حتى لا يقعوا فى غرامك بالدرجة التى تجعلك أنت واقع فى غرامهم «لشوشتك».. بمعنى أنك أنت تحتاج إليه أكثر من احتياجه إليك.
يقينا ليست هذه إجابات شافية.. سيظل النساء يقعن فى هوى الرجال المختلفين.. لرجال خفيفى الظل أصحاب الكلمات والحيل والوسامة والخيال.. إليك الكذابون فى كل لحظة وفى كل موقف.. إليك الخائنون بالفطرة.. وربما إليك الأوغاد!.