الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرجل الذى قاضى والديه لأنهما أنجباه دون إذن!

الرجل الذى قاضى والديه لأنهما أنجباه دون إذن!


هى المرة الأولى التى يتوجه فيها رجل لمقاضاة والديه لأنهما أنجباه وأتيا به إلى الدنيا دون أن يأذن لهما بذلك.. دون أن يسألاه أولًا، فهو وفى الواقع لم يكن يريد المجىء.
«رافاييل صامويل» من «مومباى» الشاب ذو السبعة وعشرين عامًا ليس مجنونًا ولا ممسوسًا على الإطلاق، لكنه كآلاف البشر المنتشرين فى العالم - منذ «آرثر شوبنهاور» و«إميل سيوران» - المتماهين مع فلسفة antinatalist، أى «ضدَّ الإنجاب» أولئك الحزانى البؤساء بحيواتهم التعيسة وأيامهم الشقية.. أولئك الذين تمنوا العدم وليس الحياة.
إلا أن رافاييل صامويل الأسبوع الماضى اتخذ خطوةً غير مسبوقة فى تاريخ جماعة «ضِدَّ الإنجاب» خطوة فى اتجاه مقاضاة وسجن والديه لأنهما إثر لحظة حب وهيام (وشقاوة) ليس له فيها ذنب قد جِىءَ به مساقًا إلى سجن الحياةِ.. حيث كان يجب أن يسألاه لو أراد الحياة أو أراد العدم.
و«Raphael Samuel» كان قد ملأ وسائل التواصل الاجتماعى بشرح فلسفته الضاربة فى عمق التاريخ الدينى فى المسيحية والبوذية، ووجد له أتباعًا على الفيسبوك وتويتر يتجادلون ويتناحرون، فكان أن التقطت صحيفة الجارديان البريطانية اليومية الأربعاء الماضى حوارًا ممتعًا مع صامويل.. ليس حوارًا جدليًا لكنه سؤال من الصحيفة العريقة وجواب من رافاييل دون تعليق من الصحيفة - انظر كيف وفيما تنشغل صحف الغرب!- وكان همُّ الصحيفة أن يحصل قارئها على إجابة كيف فاجأته فكرة سجن والديه لأنهما أنجباه كما تنجب البشرية والطير والحيوان منذ الخليقة؟
أجاب رافاييل: أعيش نادمًا فما معنى أن يتوالد الناس ويعيشون كل هذا البؤس والوجع، كان الأجمل لو بقينا فى العدم قبل الميلاد، حيث لا ألم ولا شقاء ولا موت ولا حساب ولا جنة ولا نار من أجل حياة لم نخترها ولا نريدها.. لذا سوف أسعى لأجل إنسانية منقرضة بنشر دعوة وفلسفة جماعة antinatalist.
وأكد أن علاقته بوالديه جيدة جدًا إلا فيما بخص أنهما جاءا به فى لحظة سعادة ونشوة لم يشاركهما فيها.
اتهمته الصحيفة أنه أنانى ووغد، فكان أن زايد على الصحيفة وتجاوز فى حق والديه وقال إنه سيعاقبهما بأثر رجعى ولسوف يجرهما للقضاء فهو مُتْعَبُُ وحزين.
وكان رده على سؤال إلى ماذا يطمحون؟ قال: نحن نسعى إلى انقراض وفناء البشر، حين يتوقف الجميع عن الإنجاب ستنتهى هذه المهزلة.
يبقى السؤال الأهم الذى لم تسأله The Gardian لرفاييل: كيف يكون لديك أم لا تزال على قيد الحياة وتشعر بكل هذا الشقاء بل تسعى نحو العدم؟.