الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
السجادة الحمراء للممثلات.. والبلاط العارى للكاتبات

السجادة الحمراء للممثلات.. والبلاط العارى للكاتبات


مشاهدة حفل افتتاح، وختام، مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دورته الأربعين، 20 – 29 نوفمبر 2018، يجدد مرة أخرى، تساؤلاتى الباقية دون جواب، «يقلّب عليّا المواجع»، ويثير فى نفسى، حديثًا له شجون.
الاحتفال الذى أُنفق عليه، 40 مليون جنيه، وتضخم الاحتفاء بنجمات السينما، والتركيز على إفشاء أسرار أزيائهن، بدءًا بتسريحة الشَعر، والماكياج، وتصميم الفساتين، والمجوهرات، والاكسسوارات، ويسمونها فى لغة الإعلام «إطلالات»، تتمختر على السجادة الحمراء.
بصرف النظر عن النهضة السينمائية، والحال المتردى للسينما المصرية، وعدم تدعيم الدولة لإنتاج الأفلام، لابد، ومن الضرورى، أن تبتكر النجمات المشهورات، والمغمورات، «إطلالة» تلفت الانتباه، والمنتجين، والمخرجين، والمذيعات، والمذيعين، وكاميرات التصوير، والتى تلتقط «بوزات» غريبة الحركات، وبلغة جسد، مستعارة من عارضات الأزياء، وملكات الجمال.
يتعامل الإعلام، مع نجمات السينما، كأنهن «آلهة»، الفن، والثقافة. أو كأنهن يمتلكن، «الحقيقة المطلقة»، للإبداع دون سواهن. وحتى أكون منصفة، فإن هذا هو الموقف الإعلامى السائد، المتشابه فى كل مجتمع. الاختلاف الوحيد، هو حجم الميزانية، التى تُخصص للمهرجان، والتى تصل فى بعض الدول، إلى أرقام خيالية،  تكفى للقضاء على الفقر، والجوع، والمرض، فى إحدى دول أفريقيا البائسة.
ونحن بالطبع، جزء من هذا العالم، بمشاكله، وأزماته، واختلال مقاييسه، وانعواج أولوياته، وتعثر العدالة، أو غيابها،  والانبهار بالشكل، والمظاهر، دون الجوهر والعمق. ليس فقط، فى مجال السينما، والفن، والابداع. ولكن على جميع المستويات.
وهل تعبير أن: «القاهرة هى هوليود الشرق، إلّا تأكيد على أننا «نستورد»، كل الأشياء. إنه تعبير يرسخ التبعية، وينفى الأصالة، وينزع من مصر، «إضافاتها الإبداعية». لماذا لا يُقال: إن أمريكا هى «قاهرة الغرب»؟. مصر، بعراقتها التاريخية، وريادتها السينمائية، والفنية، والابداعية، والثقافية، لا تحتاج إلى أن «تنتسب»، لأى دولة.
سمعنا، أن «هند رستم هى مارلين مونرو مصر».. وأن «فريد شوقى هو أنتونى كوين مصر».. وأن «فاطمة اليوسف هى سارة برنار الشرق»... وأن «فاتن حمامة»، فى طفولتها، هى «شيرلى تمبل» مصر. منتهى إنكار وإزاحة المواهب المصرية؟.
 فى العالم كله، نجد «ماكياج، وفساتين، «ممثلة» سينمائية، ناشئة»، أو ممثلة لا تضيف شيئًا بأفلامها، «أهم»، من «كاتبة»، مخضرمة، أو شاعرة كتبت عشرات الدواوين الشِعرية، أو روائية لها عشرات الروايات.
 ورغم أن «الكلمة»، هى الأصل. بدونها لا أفلام، ولا مسرحيات، ولا أغنيات، ولا فلسفة، ولا قصائد، ولا دراما. لكن لا أحد يهتم، بالأصل، ولا يعنيه الا الرقص على اللحن، دون معرفة منْ قام بخلق النغمات.
أتفرج على تمختر نجمات السينما، على السجادة الحمراء، كل عام، يلح سؤال: « لماذا لا توجد سجادة حمراء للكاتبات، والشاعرات، والروائيات؟.
إن الكاتبات، والشاعرات، والروائيات، اللائى يأخذن الكتابة، بجدية، ويؤمن أن «الكلمة» أخطر من طلقات الرصاص، وأن الثورات العظيمة، كانت تراكمات، وترجمات، لكتب أديبات، وأدباء، وفلاسفة، وشاعرات، وشعراء، ليس لهن سجادة حمراء، أو سجادة من أى لون. ولا أقول هذا، لأننى أود السير على سجادة حمراء. فأنا أكره التجمعات، والزحام، والأضواء، والدوشة. كما أننى متأكدة أننى لن أكون من المدعوات. فكتاباتى ليست تتوافق مع الفكر التقليدى،  والقيم السائدة، والأخلاق العامة، والتقاليد الموروثة، والمزاج الجماهيرى، والهوى الشعبى.
تتعرض الكاتبات، والشاعرات، والروائيات، الملتزمات برسالة الكتابة، والإبداع، فى بلادنا، إلى قضايا ازدراء الأديان، وقانون الحسبة، وقضايا التحريض على الفسق والرذيلة، وقضايا الإساءة للإسلام والذات العليا، وإهانة الرسل والأنبياء. ويتم التعتيم عليهن، وتشويه سمعتهن الشخصية، وإدانتهن بأفظع الاتهامات. «السجادة الحمراء» للممثلات.. والبلاط العارى للكاتبات.
من واحة أشعارى :
 أسمعهم يقولون:
«الوحدة خير من جليس السوء»..
 أرد قائلة:
«الوحدة خير فى كل الأحوال»..
من كلامى تندهش النساء
كأنما هبطت عليهن من الفضاء
وبالحجارة المتحفزة يقذفنى الرجال
للمرة الأولى أجدنى غير مبالية
ما كان يشغلنى ويقلقنى
أن أتأخر عن موعدى
 مع «وحدتى»