الجمعة 20 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
عندما يفكر العرب بنصف الجسد الأسفل!

عندما يفكر العرب بنصف الجسد الأسفل!


أندهش من العرب المسلمين، الذين يتركون أوطانهم، إلى بلاد «متقدمة»، اقتصاديا، وثقافيا، وسياسيا، وتكنولوجيا، ترعى «حقوق الإنسان»، وتطبق «القانون» السريع الرادع، وتسمح للجميع بممارسة الطقوس، والعبادات، والشعائر، وتحرص على ضمان حرية العقيدة، وحرية التعبير، وحرية التظاهر، وحرية الرأى، وحرية الممارسات الشخصية للفرد، طالما أنه لا ينتهك القوانين، ولا يغتصب حريات الآخرين.
وتأتى دهشتى، من أن هؤلاء العرب المسلمين، لا يكتفون بالاستمتاع، والراحة، وحُسن الضيافة، ومظاهر التراكم الحضارى الراقى، فى البلاد المتقدمة التى احتضنتهم دون تمييز أو عنصرية. بل يحاولون « أسلمة» هذه البلاد، باعتبارها «دار كفر»، علمانية، متعددة، مدنية، لا تغطى النساء، ويعربد بها جميع أنواع الانحلال الأخلاقى. وذلك حتى تصبح بلادا «إسلامية»، دار إسلام، ودار إيمان، ودار دين، ودار تغطية النساء، ودار ازدهار القيم الأخلاقية، والفضيلة، ودار تطبيق الشريعة الإسلامية، وبناء الخلافة الإسلامية، كما عرفها السلف الصالح.
لست أدرى، أهذا هو جزاء البلاد المتقدمة، التى تستضيف العرب المسلمين، وتفتح لهم أبوابها، على مصراعيها، للعمل، والاقامة، وبناء دور العبادة؟.
وإذا كانت البلاد «المتقدمة» التى لجأ إليها بعض العرب المسلمين، هى بلاد الكفر، والانحلال الأخلاقى، وترك النساء دون تغطية، فلماذا أصلا لجأوا إليها؟.
لماذا لم يبقوا فى بلادهم التى يسود فيها الإسلام، وتغطية النساء، والالتزام الأخلاقى، والفضيلة، وأكشاك الفتاوى، وتدخل رجال الدين فى شئون المجتمع، وهيمنة السلفيين على الإعلام الفضائى، ودور الحضانات، والمدارس، والمساجد، والجمعيات الشرعية، والمراكز الإسلامية، والبنوك الإسلامية؟.
لماذا تركوا بلادهم، وجاءوا إلى بلاد لا تعرف الجلابيب، واللحى، والحجاب، والنقاب، والعباءات؟؟.
لماذا تركوا بلادهم حيث الجهاد فى سبيل الله، لإقامة الدولة الإسلامية، وسفك دماء غير المسلمين، أصبح عاديا؟
هؤلاء العرب المسلمون، لماذا يهاجرون إلى بلاد محايدة تجاه الأديان، يحكمها دساتير علمانية، لا نصوص دينية، لا شريعة دينية، ولا سُنن الرسل والأنبياء؟.
لماذا يختار العرب المسلمون، عند الهجرة، والإقامة، مجتمعات تنظر دائما إلى المستقبل، بينما هم لا ينظرون إلا للماضى؟
وكيف لهم أن يصفوا الحضارة الغربية، بالكفر، بينما هم ينهلون من خيراتها، ومكتسباتها، واكتشافاتها، وعلومها، وفنونها، وقوانينها، والتراكم الإنسانى الراقى لها؟
سمعت وشاهدت عبر قناة فضائية، أحد شيوخ السلفيين، يقول : «إن الله يسخر لنا كل إنجازات الغرب لكى ينعم المسلمون بها.. الأمة الإسلامية خير أمة على الأرض، والغرب كفرة منحلين أخلاقيا.. ولذلك هم الذين يجب أن يتعبوا لنستفيد نحن دون جهد».
قال واحد سلفى آخر: « المسلم مكلف بأن ينشر الإسلام الدين الذى ارتضاه الله للبشر فى كل مكان، وفى كل زمان.. أن نعيش فى مجتمع غربى، ونعمل على تغييره، حتى يعتنق الإسلام، فهذا جهاد فى سبيل الله، له ثواب كبير».
وقالت شيخة سلفية منتقبة: «إن السكوت على الانحلال الأخلاقى السائد فى الدول الغربية، ذنب فى رقبتنا يوم القيامة. نعيش فى دولة كافرة فاسقة. لكننا نحاول بكل الوسائل، أن نهديهم إلى الإيمان والفضائل، وإقناعهم بضرورة ازدراء حضارتهم المنحلة، الفاسقة، وإعلان الإسلام دينهم ودولتهم».
لا أدرى من أين جاءت فكرة أن الغرب، «منحل أخلاقيا»، التى تتردد على ألسنة المسلمين، والمسلمات، وفى أغلب وسائل الإعلام؟.
السبب هو أن هؤلاء المسلمات والمسلمين، يحصرون «الاستقامة الأخلاقية»، فى موقف واحد وحيد، هو العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل. هم يعطون درجات أعلى فى مكارم الأخلاق، وفقا للكبت العاطفى الجنسى، فى الغرب. كلما زاد الكبت العاطفى، وارتفع مستوى الحرمان الجنسى، أصبحت الأخلاق أفضل، والفضائل فى أمان. ولأن الدول الغربية، مثلما تؤمن بحرية الرأى، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، وحرية الإبداع، وحرية الاعتقاد، تؤمن أيضا، وبالدرجة نفسها، بحرية الحب، وحرية الجنس، وحرية العواطف، فإنها «منحلة»، «فاسقة»، وتشجع على الانحراف، والفساد، والفُجر.
منْ قال أن محاسن الأخلاق، ترتبط فقط بالجزء الأسفل من جسد الإنسان، رجلا كان أو امرأة؟.
وماذا عن الجزء العلوى، وهو العقل، الذى يحمل الأفكار، والأحلام، وإمكانيات الإبداع، والتفوق؟
تبقى الحقيقة، أن العرب هنا «ضيوف»، عليهم الامتثال لنظام البيت، واحترام السكان الأصليين، وعدم إعاقتهم فى مواصلة الجهد، لإبقاء البيت نظيفًا، وراقيًا، وهادئًا، وآمنًا. وعليهم البحث عن طرق أخرى، لكسب ثواب الله. ليس من الضرورى، تدمير الآخرين، لدخول الجنة.