الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
التسول بـ «أحمد زكى»!

التسول بـ «أحمد زكى»!


هيثم أحمد ذكى، كيف هانت عليه سيرة  والده -الكريم المستغنى-  ومسيرته ورفاته وعظم التربة وروحه «المتقلقلة الآن»، وهو يرى أصدقاء ورفقاء وشركاء عمره وهم يتسولون به لجمع الصدقات من الفقراء إلى أثرياء البلد فى ملكوت ربه هناك بإعلان تليفزيونى لا يقل سوءا عن المسلسلات المصرية ؟
ما أصعب الموقف.. أن نضطر لنقد الإعلانات حيث لا مسلسلات هذهِ المرة تستحق الذكر والشرح والإعجاب.
يتوافد الفنانون والفنانات بعضهم منسيون وبعضهن منسيات فى إعلان لجمع تبرعات لمرضى السرطان على حس أحمد ذكى الميت فى 2007والذى عانى من سرطان الصدر وتفاقماته.. لم يجد رجال الأعمال والمرتزقة خططا شيطانية أقوى من تلك التى «يلطعون» بها صور وفيديوهات أحمد ذكى على الحوائط وتأتى زميلاته ليبكين - مش عارفة ليه - بينما يأتى زملاؤه ضاحكين - مش عارفة ليه - وفلاش باك  على أعمال جمعتهم به.
الخوف كل الخوف أن «يشحت» الممثلون ورجال الأعمال بسعاد حسنى وصلاح جاهين فى محاولة لجمع تبرعات لمرضى الاكتئاب.
لم يكن جميلا ولا مستساغا ظهور ابن أحمد ذكى فى هذا الإعلان المخزى المحزن المهين لذكرى والده.. أن تفعلها يسرا!! ماشى.. أحمد سعد !! ماشى.. منى ذكى! ! ماشى.
لاحظ الغياب التام لـ«رغدة» وهى الحاضرة الآسرة فى لحظات أحمد ذكى الأخيرة.. المرأة الأخيرة فى قلب أحمد ذكى والتى كانت ترعاه بحب وبجدعنة..  أظن ذلك قد «كاد» بعضهن وأثار غيرتهن وغضبهن وسخطهن بشدة أيامها.
 رغدة هى التى كانت تنظم دخول وخروج كل هؤلاء الممثلين -اللى فى الإعلان - إلى حجرة أحمد فى مستشفى دار الفؤاء فى العام كله السابق لرحيله.. وكانت تمنع بعضهن من الدخول لرؤيته قبل الوداع.. وكانت تجلب من آخر بلاد الدنيا أطباء صينيين لمداواته حتى بالأعشاب والتعاويذ.
■ السؤال.. هل تم استثناء رغدة عمدا عن هذا الإعلان؟ أظن أن الإجابة :لا، رغدة بثقافتها وشخصيتها وعلاقتها القوية بالنجم الكبير الراحل ما كانت لتقبل بهذا الهوان وهى التى «ضللت» عليه وخدمته برموش عينيها وحفظت سره وذله.. وحبه الكبير لها.. رغدة المشغولة ببلادها لا يعنيها هذا الهراء، لكنه يوجعها أن يتم التسول بسيرة أحمد ذكى وهو هناك بعيد أوى وعاجز عن الرفض. بينما ابنه الحائر فى سكة الفن بين أن يكون نفسه وأن يكون والده لم يرفض الاشتراك هو الآخر فى عملية تسول بشعة بوالده.. كان يستطيع أن يمنعهم.. أو يرفض الاشتراك أو أن يفعل أضعف الإيمان .
طيب أين نجلاء فتحى وميرفت أمين من الاشتراك فى هذهِ الجرسة الإعلانية التى فاقت كل حدود الذوق فى تدنيها؟ نجلاء المريضة وميرفت البعيدة.. الفنانتان اللتان قدمتا مع أحمد ذكى أجمل وأهم أفلامه، يقيناً لا تقبلان: «أحلام هند وكاميليا».. «زوجة رجل مهم».
طيب، هل رأى أحدكم أى قناة فضائية فى أى بلد عربى تعرض مسلسلات رمضان مثلنا.. هل رأيتم إعلانات صدقة وجمع زكاة من هذهِ الشعوب للمرضى؟ لأ برضه.. عندنا فقط.. نجمع الفتات من فقرائنا بينما أثرياؤنا يبنون القصور داخل الكومباوندات ليسكنها الأكابر والذين لا يتبرعون؟ فعلاً تصدق يا مؤمن إنه مفيش بلد عملت كده غير مصر!! ولا حتى سوريا وليبيا واليمن.. البلاد التى نخاف «موت» أن نصبح مثلها!!