
هناء فتحى
ترامب.. يا آه يا آه
يبدو أننا بالغنا كثيرًا فى وصف الرجل بالعته وبالجنون.. وما رئيسهم بمجنون..ويبدو أنه هو الآخر قد استمرأ خفة ظله البالغة؛ ليخفى بها وجهًا شديد القسوة والإجرام.. متقمصًا فى ذلك بعض أدوار شريرى السينما المصرية العظماء الذين نهجوا خفة الظل طريقًا يختلف عن نهج الشرير النمطى «الرزل» المخيف.. تلك المدرسة التمثيلية الكوميدية التى ابتدعها توفيق الدقن: الشرير أبو دم خفيف.. ترامب الآن يكمل مشوار توفيق الدقن بجدارة.
المسخرة التى ظهرت بوضوح فى سلوك ترامب أثناء استقباله للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بصحبة زوجته فى زيارته الرسمية لأمريكا منذ أكثر من أسبوع.. والتى تشى بأن الرئيس الأمريكى كان يغازل الرئيس الفرنسى، ويتحرش به أمام الكاميرات وأمام زوجتيهما.. تارة يزيل من على كتف ماكرون قشرة الرأس.. وتارة يلامس بكفه ظهر الرئيس الفرنسى الكيوت.. وأخرى ينحنى عليه وكأنه سيقبله.. كل تلك المشاهد جاءت فى مؤتمر صحفى عالمى كان الرئيسان فيه يناقشان أكثر قضايا العالم إلحاحًا.. واحدة تتعلق بالنووى الإيرانى، والأخرى تتعلق باتفاقية المناخ.. القضيتان والملفان اللذان فشل ماكرون فى إقناع ترامب فيهما.. ترامب على يبدو بات رافضًا للاتفاق النووى الذى وقعه أوباما والاتحاد الأوروبى وروسيا والصين مع إيران.. ترامب مازال رافضًا للتوقيع على اتفاقية المناخ.. ماكرون فى هذهِ الزيارة لم يحصل إلا على حب ترامب وغزله وأحلى من الشرف مفيش.
فهل كنا بالفعل أمام شخص مخبول عاجز أراد أن يستعرض أمامنا قدرته على الغرام، ويستعيض بالرئيس الفرنسى ماكرون عوضًا عن فشل علاقته العاطفية بزوجته ميلينا.. ذلك الجفاء والنفور البادى منها خلف وأمام الكاميرات؟ إنه تاجر النساء الذى استعصت عليه زوجته، والذى سيفخخ العالم فى لحظة بسببها.
لا يبدو أن ترامب بهذه الخفة - لا خفة العقل ولا خفة الظل - فوجهه القاسى الشرير العنيف فضحته الصحف والقنوات التليفزيونية الأمريكية فى معظمها صباح الأربعاء الماضى حين استضافت فجأة طبيبه الخاص Harold Bornstein، ليحكى واقعة شديدة الخطورة، والتأويل، تكشف وجه الرئيس المجرم حينما أمر حراسه باقتحام عيادة طبيبه وسرقة ملفات ترامب الصحية والتى تقول إن الرجل مصاب بتضخم فى البروستات، وأن الطبيب يصف له دواء لتحفيز نمو وإطالة الشعر اسمه «بروبيكيا».
بدأت الحكاية منذ عام.. وهى التى لم يكشف عنها الستار إلا منذ 4 أيام.. يحكيها الطبيب بورنشتاين البالغ من العمر 70 عاما، والذى ظل يعمل كطبيب ترامب الخاص لمدة 35 عامًا، حتى أطاح به ترامب أثناء حملته الانتخابية لرئاسة أمريكا نهاية 2016.. حينما صرح بورنشتاين لصحيفة النيويورك تايمز أنه يصف لترامب دواء الـ«بروبيكيا».. لعلاج تضخم الروتستات، ولنمو الشعر فكان أن أرسل له ترامب البودى جارد «شيللر» ليقتحم العيادة، ويروعه، ويبعثر محتوياتها، ويسرق كل الملفات الصحية الخاصة بالمرشح الرئاسى وقتها.. ويأمره بأن يزيل صورة قديمة كبيرة معلقة على جدار العيادة تجمع الرجلين الشابين وقتها: ترامب وبورنشتاين.