الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سَلّم نفسك.. أنت فى أيد أمينة

سَلّم نفسك.. أنت فى أيد أمينة


 
«لو لمس الفن ضمير حاكم عمره ما يكون أبدا ظالم»
مقطع من نشيد الفن عام 78، كلمات الشاعر العبقرى حسين السيد وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، غنته المعتزلة ياسمين الخيام وشارك فيه وقتها محمد قنديل ووردة وهانى شاكر.. هذا المقطع يلخص ميثاق الدولة المصرية الجديدة وتقديرها الخالد للفنون والقوة الناعمة التى يمثلها نجوم الشعب.. ويترجم الحضور التاريخى للرئيس عبدالفتاح السيسى وصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية للعرض المسرحى «سلم نفسك»، وهو من إبداعات شباب واعد تحت إشراف المخرج المبدع خالد جلال ومركز تنمية الإبداع.
 
حضور الرئيس والأمير لهذا العرض أيضًا، كما أنه يلخص اتجاه الدولتين الكبيرتين تجاه الفنون التى هى مرآة الشعوب وتعظيم دورها فى تأصيل الشخصية العربية وتشكيل العقل الجمعى والعقول المنفعلة والفعالة، يحمل أكثر من مدلول وأكثر من رسالة أهمها أن الشباب هم مستقبل الوطن وحماة تاريخه، فلأول مرة يحضر زعيمان عرضًا أبطاله من الشباب الهواة، فضلا عن أنه ثورة على المعتقدات القديمة، فقد كان المتكرر والشائع أن يكون الحضور الفنى فى الزيارات الرسمية للزعماء لأعمال معدة سلفا لهذا الغرض، ولكنه هنا يحمل رسالة للشباب، فضلا عن تحوله إلى مهمة رسمية للزعيمين لمواجهة الواقع والأزمات وليس التهرب منها، فالمسرحية التى يشارك فيها 27 فنانا صاعدا أبرزهم «رشا وسارة مجدى وشريف عبدالمنعم وأحمد محارب ومحمد أمين وأمجد الحجار ومحمد مدكور ومختار الجوهرى» والمخرجة المنفذة «علا فهمى»، تتحدث بجرأة على مدار ساعتين عن المتغيرات التى لحقت بالشخصية المصرية وانهيار الهرم القيمى على خلفية شبكات التواصل الاجتماعى التى فككت مؤسسة الأسرة وانتشار العنوسة وفوضى الإعلام وظهور الوجه القبيح للإرهاب.. المسرحية صرخة لكشف زيف الواقع ومواجهة الكوارث واختيار العرض يعكس اهتمام الدولة بمعالجة الثغرات والنكسات والأمراض التى أثرت فى الهوية المصرية و أيضا العربية.
الزعيمان كانا على موعد مع مواجهة ملف مُلغم وخطير ومباشر وجريء فتحته المسرحية لعلاج الأمراض الاجتماعية والضرورة الملحة لاستئصالها من الجذور بدلا من تراكمها وتوحشها ومحاولة إنقاذها من العبث والعشوائية والفوضي.
الرئيس السيسى أثنى على العرض وكشف تأثره بالمشهد الأخير فيه لتأكيد فضيلة حب الوطن والتضحية من أجله والذود عن أراضيه وقرر إلحاق الفرقة وهى الدفعة الثالثة من مركز تنمية الإبداع بالأكاديمية الوطنية لصقل مواهبهم وتأهيلهم ضمن كتيبة المستقبل لإيمانه بدور الفن فى تجديد وتغذية العقل المصري، فضلا عن أنه غذاء للروح.
مشاهدة الرئيس السيسى لعرض الشباب تعمق رسالته وعقيدته لدور نجوم الشعب والتاريخ يسجل رسالته الأولى قبل ثورة 30 يونيو المجيدة عندما التف حوله فى إحدى المناسبات نجوم مصر وبعث إليهم رسالة أمان وسلام بعد الهجمة المشبوهة على الفن والفنانين من رعاة الإرهاب الأسود، وكانت هذه المناسبة الرسالة الأولى من زعيم اعتبره الشعب ونجومه طوق النجاة لمحو آثار عام أسود فى تاريخ مصر على أيدى المتاجرين والمزايدين باسم الإسلام، وتكرر تجدد الحب للفن من الرئيس فى أكثر من مناسبة بعد ولايته، وبدأت فى حضرة سيدة الشاشة فاتن حمامة وباقة من نجوم مصر مرورا باتصاله بصوت النيل شادية قبل رحيلها واطمئنانه على الفنانة نادية لطفى ومديحة يسرى وقت تعرضهما لأزمات صحية.
رسالة الرئيس الآن وصلت إلى جيل المستقبل كما إنها جرس تنبيه مهم للمبدعين بأنهم فى مناخ آمن للإبداع وأنهم الآن فى أيد أمينة دون خوف أو ترويع أو تهديد، وأن الوقت قد حان لقيام الفنانون بدورهم الحقيقي، ليس فقط فى صياغة العقل والوجدان المصرى دون إسفاف أو تزييف، بل فى المشاركة الإيجابية فى بناء مصر الجديدة وتنوير الرأى العام على طريقة نجوم الشعب العظماء «أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة وشادية ونادية لطفى» من أجل هذا البلد الأمين.