الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جرح تانى يا شيرين.. لا

جرح تانى يا شيرين.. لا


عمرها الزمنى 38 سنة، وعمرها العقلى 10 سنوات، ونسبة ذكائها 40 ٪، مع الاعتذار لقياس الذكاء لعالم النفس ستاتفورد بنييه. فـ«شيرين عبدالوهاب» عمرها العقلى أقل من عمرها الزمنى، وأقل جدًا من عمرها الفنى الذى تجاوز الـ 15 عامًا.. ووفقًا لاختبارات الذكاء الفنى فقد فشلت شيرين رغم موهبتها الفذة وإحساسها المروع.
فى دولة القانون فيها فوق الجميع صدر الحكم القضائى الحاسم بحبس المطربة الذهبية السمراء 6أشهر وغرامة 5 آلاف جنيه إثر دعوة قضائية أقامها أحد المحامين ضدها اتهمها بإهانة مصر.. وبصرف النظر عن المحامى مقيم الدعوى والمزايدة فى واقعة عبيطة تعكس سذاجة المطربة واستباق نقابة الموسيقيين بوقفها عن الغناء.
 والحكم جاء أكبر عقاب لكنه بحجم الخطأ الذى وقعت فيه بحق نفسها وجمهورها العريض، وليته آخر الأخطاء والأحزان فى مشوار المطربة الموهوبة، ودرس رادع لن يُنسى للسيطرة عن انفعالاتها وسلوكها باعتبارها قدوة لمواهب كثيرة، والصوت المفضل بدرجة امتياز دون مرتبة الشرف وفقًا لصحيفة الحالة الجنائية لها.. رغم روعة إحساسها وصدق تعبيرها فى انفعالات الحب والمشاعر الإنسانية الراقية فهى فى حاجة إلى نوتة سلوكية تقتدى بها لتكون مثالية مثل غنائها بالنوتة الموسيقية للتحدث فى الموضوعات الهادفة.
المفارقة أن المطربة التى تعبر عن كبرياء المرأة الشرقية والمتهمة بالإساءة لمصر فى قضية تصريحات البلهارسيا خدشت كبرياء الوطن بينما هى أفضل مطربة فى هذا الجيل تقديمًا لأغنيات وطنية جميلة (اسمعوا: أغنية «أم البلاد»، مثلًا التى تقول: بلادى بلادى يا عشق الفؤاد.. يا أرضى وجذورى يا عشقى وبحورى يا عايشة بهمى يا بويا وأمي.. هواكى فى دمى بيجرى يا مصر.. هنفضل ولادك شهادة ميلادك..غرامك سلاحنا.. طموحك طموحنا.. قلوبنا وروحنا، حبيبتى اؤمرينى.. ألملم سنينى.. أشارك وجودك.. وأزود ورودك.. فدائى فى جنودك.. شهيد لمصر، ودينى وربى.. لكبر وأربى.. وأعلم ولادى.. حنينى لبلادى.. وأموت وقلبى راضى عليكى يا مصر.
راجعوا الكلمات مع روعة اللحن وجمال إحساسها لندرك مدى عشقها لهذا الوطن شعبه وجيشه.
وتأملوا رائعتها «ماشربتش من نيلها» التى أوقعتها فى مصيدة المزايدين وروعة الكلمة واللحن والأداء وكيف إنها أيقونة للمصرى الذى يعيش فى هذا الوطن والمغترب الذى يحلم بالتحنى بترابها.
لا أنسى ليلة فوز فريق مصر الوطنى بالبطولة الثالثة على التوالى فى أدغال أفريقيا، وقال وقتها المعلم حسن شحاتة المدير الفنى الأسطورى إن الأغنية كانت ضمن خطة النصر المبين عندما تعمد تشغيلها مع المحاضرة الفنية قبل كل مباراة حاسمة لإلهاب حماس نجوم مصر، وكيف نجح «شحاتة» فى اختيار الخطة الكروية والخداع الاستراتيجى والوصلة الغنائية لتحميس اللاعبين.
لا ينكر أحد أن شيرين عبدالوهاب هى إحدى الفلتات الغنائية التى ربما لا تتكرر كثيرًا وحلقة الوصل بين جيل العظماء والجيل الجديد فى مملكة الشجن.. وأعلم أن «شيرين» باعتبارى شاهدًا على نبوغها منذ الطفولة لا تقصد الإهانة، لكن القانون لا يعترف بالمستهترين.. والمزايدون لا يرحمون، وهنا تكون مسئوليتها مضاعفة بحجم نجوميتها ونبوغها وإحساسها النادر والصادق.. فهى قدوة ومثل أعلى للفتيات الباحثات عن الشهرة وأيضًا الحب، ولا يجوز تبرير خطيئتها الكبرى التى سبقتها خطايا غير مسئولة ضد عمرو دياب بدون وجه حق والملحن عمرو مصطفى شريك نجاحها.
على «شيرين» المطربة الذهبية الاستفادة من دروس الماضى والاقتداء بالعمالقة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، والأسطورى عبدالحليم حافظ، وكيف وازنوا بين الشهرة وحب الناس والحديث الطيب، مثل الغناء الطيب والابتعاد عن بؤر الشر والجهل حولها، واختيار الرفيق قبل الشريك فى الحياة للاهتداء بهم، واعتماد ثقافة الوسط الذهبى بين الإفراط والتفريط لنيل الدكتوراة فى أدب الحوار مثل الدكتوراة التى حصلت عليها بإحساسها المدهش وصوتها الفذ قبل فوات الأوان بوصفها ومعها أنغام وآمال ماهر «أمل مصر فى الغناء الجميل».