الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«حذف خانة الديانة» يستأصل جذور الإرهاب

«حذف خانة الديانة» يستأصل جذور الإرهاب


بعد ثورة 30 يونيو 2013، التى أطاحت بالفاشية الدينية المتمثلة فى حكم الإخوان المسلمين والتيارات الخارجة من عباءات الإسلام السياسى كان من المفروض اتخاذ إجراءات «عاجلة»، «فورية» تضمن قيام ورسوخ الدولة المدنية.
كان لا بد من استثمار الحشد الشعبى الهائل، الذى نزل بالملايين إلى الشوارع للتعبير عن رفض الدولة الدينية، فى إقرار حلول جذرية، تقطع الطريق فى المستقبل على تيارات الإسلام السياسى التى تلعب على ورقة الدين.
«حذف خانة الديانة» من الرقم القومي، ومن جميع الأوراق الرسمية التى تصدرها الدولة المصرية، كان لا بد من تطبيقه فوراً.
البعض طالب بذلك، وأنا شخصيًا كتبت أكثر من مرة على صفحات مطبوعات مختلفة أن حذف خانة الديانة هو ركيزة الدولة المدنية والصخرة التى تهزم اللعب بورقة الدين والطائفة والمذهب.
بعد كل حادث إرهابى تتكرر ردود الأفعال نفسها نعلن الحداد.. نرتدى السواد.. نسأل الأسئلة المكررة.. نسمع الإجابات المستهلكة.. نشجب.. نستنكر.. نندهش.. نصدر البيانات.. نغضب.. نذيع الأغانى الوطنية، والابتهالات، والأفلام الدينية.. نبكى على الشهداء نزور المصابين، ونصرف لهم التعويضات، وبعد أيام قليلة ينتهى الحداد، نخلع السواد ونعود إلى ما كنا عليه.
إن الضربات الأمنية العسكرية المستمرة هى النجاحات الوحيدة  الجادة التى دخلت «الحرب»، ضد العناصر الإرهابية والبؤر الإرهابية،  لكن لا توجد أية «ضربات» فكرية وثقافية تدك معاقل الفكر الإرهابي، والدين المتطرف المتزمت القابع فى جذور العقل المصرى منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى.
نحن نعلم جيداً أن أهم وأقوى  وأسرع طريقة للسيطرة على المجتمع  هى السيطرة على المرأة،  وهكذا مع الانفتاح الاستهلاكى عرفنا الانغلاق الفكري، فى مطالبة النساء بالعودة إلى البيوت، وبارتداء الحجاب والنقاب.
أصبح الوطن بجميع مؤسساته فى قبضة التيارات الإسلامية التى تتوالد وتتكاثر وتزداد عنفًا وتعصبًا وإرهابًا وطموحًا وذكورية، وفى الوقت نفسه تم «تهميش»، و«إقصاء»  و«تشويه» و«محاكمة» و«اغتيال» أهل التنوير.
تركنا هذه التيارات تلعب على ورقة الاختلاف العقائدى وتشحن حساسيات التفرقة الدينية التى اشتعلت، ليس بسبب نقص الدين، لكن بسبب نقص الحد الأدنى الكريم من الحياة.
الوطن أصبح كله «رهينة» فى أيدى التيارات الإسلامية.. الإخوانية السلفية الوهابية التكفيرية بكل فروعها.
أرجع وأقول، أن ثورة 30 يونيو بقضائها على الحكم الإخوانى مهدت الشعب المصرى للتصدى للتفرقة الدينية، ورفض محاولات الاستقطاب الدينى والطائفى والمذهبى.
والآن أعتقد أو أتمنى أن يكون مستعدا لقبول إجراء جذرى وهو  «حذف خانة الديانة»، لحماية الحاضر والمستقبل، حتى إذا لم يكن مستعدا، فعلى الدولة أن تكون «سباقة» وتثبت فعلا: «إن الدين لله والوطن للجميع».
«حذف خانة الديانة» هو الخلاص الرادع النهائى الذى يطهر ويحرر العقل المصرى من الجذور، وهذا يتطلب أمرين: الأول إقرار الزواج المدنى لكل المصريات والمصريين، والثانى هو إلغاء المادة الدستورية القائلة بأن مصر دولة دينها الإسلام، فالدولة المدنية لا دين لها، كل مهمتها أن تضمن بقاء الأديان فى القلوب لا تتعداه إلى المجتمع.
نحن نردد دائما أن مصر هى قلب الوطن العربي، وقدرها أن تكون «رائدة» «مبادرة» و«زعيمة»  فى منطقتها، لتكمل مصر تاريخ الريادة والمبادرة والزعامة بأخذ خطوة حذف خانة الديانة.
مصر  فعلاً فى حرب شرسة  تزداد خطورتها أمنيًا وفكريًا ولأن  «كل شيء مباح فى الحرب»، فعلينا قطع الطريق نهائيًا على الأعداء بحجب الورقة التى يلعبون بها.