الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«الديمقراطى والجمهورى..  وثالثهما نساء المتعة»

«الديمقراطى والجمهورى.. وثالثهما نساء المتعة»


ما يحدث على السطح الأمريكى ليس هو ما يمور به القاع .. فالقمر الأمريكى منعكس على سطح بركة.. بداخلها كل أنواع الزواحف والمخلفات.
لأنه وبنفس الطريقة التى أشعلت بها أمريكا حروبها الخارجية قديما وحديثا راحت لتشعل حربًا شديدة الغرابة.. حربًا داخل أراضيها وبامتداد ولاياتها الـ52.. وبذات الوسائل المبتذلة: صناعة عدو + أكذوبة- ظاهرها حقيقى وباطنها خراب- تطلقها فيصدقها العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن فتقوم حرب وتدمر دولاً وشعوبًا.
هذهِ المرة أمريكا تحارب أمريكا وعلى أرض أمريكية.. استقطاب حاد بين الديمقراطيين والجمهوريين لأجل المال والسلطة أول ضحاياه النساء ثم رجال الصناعة والأعمال تحديدا وفقط مليارديرات الحزب الديمقراطى أو من قاموا بتمويل حملة هيلارى كلينتون- هارفى وينستاين مثلاً - فى الانتخابات التى خسرتها كلينتون وربحها الجمهورى الملياردير المتحرش ترامب نهاية العام الماضى.
أى دولة تلك التى تفضح نساءها وتجبرهن على كشف أسرارهن المخزية وكأن البلاد كلها صارت بيت دعارة؟.. لنعرف وندرك بعد ذلك  أن حكاية التحرش الجنسى من قبل منتج سينمائى لكل نجمات هوليوود ليست هى القصة والرواية والحكاية المراد قصها علينا.. لا.. فهناك ملحمة أخرى مختلفة التفاصيل والفصول تدور أحداثها فى المؤسسة الحاكمة وليست فى مؤسسة السينما.. وما كانت نساء هوليوود سوى «طعم» للحيتان.. وربما «طعام» للكلاب.
كان المطلوب أن  يسقط الملياردير رجل الصناعة الأعظم «هارفى وينستاين» ثمّ تباع مؤسسته!! لمن؟ أقول لك.. تباع مؤسسته لـ«توم باراك».. من هو توم باراك؟: هو رجل الأعمال الملياردير الجمهورى «ممول حملة» دونالد ترامب «الانتخابية وصديقه الصدوق ومستشاره خارج البيت الأبيض وصاحب مؤسسة «كولونى كابيتال» وهى مجموعة استثمارية.. أعلن صاحبها توم باراك الأربعاء الماضى لصحيفة الإندبندنت أنه بصدد ضخ أموال فورية لشركة  «وينستاين» بعد أن تم إعلان أن أصحابها المؤسسين هم جماعة من المغتصبين والمتحرشين المرضى وتم إبعادهم وطرح شركتهم للبيع.
بس كده؟ لا.. لا تزال الحكاية أبعد من ذلك بأميال:
يتردد بقوة أن السيد «توم باراك» هو البديل المحتمل لرئيس  هيئة الأركان بالبيت الأبيض «جون كيلي»!! وحتى يتبين الخط الأبيض  من جون كيلى من الليل علينا أن نرصد ماحدث بدقة.
أعلنت 15 مليون امرأة حول العالم  فى هاشتاج MeToo # أنه تم التحرش الجنسى بهن أو تم اغتصابهن.. هنا يجب على العالم أن يعيد النظر ويعيد أولوياته وترتيب الدول الأعلى تحرشًا واغتصابًا من خلال رصد اعترافات النساء.. فسنكتشف أن بلاد أوروبا وأمريكا حتى الآن هى الأعلى فى الانتهاكات الجنسية.. بالطبع لم تبدأ نساء منطقتنا العربية العامرة الزاخرة فى الاعتراف بعد.. وهنا أيضاً تستطيع وأنت تتحدث عن أمريكا أن ترصد بكل ثقة أعلى وأشهر نسبة تحرش جنسى تحققه دولة عظمى من أصغر مواطن فيها حتى أعلى منصب رفيع بها.
ستكتشف أن هناك رجالا شاركوا النساء داخل هاشتاج «أنا جداً#» منهم رجال مخنثون حكوا عن تحرش الذكور بهم مثل الممثل  «خافيير مونيوز» و«تيرى كروز» و«جيمس فان ديربيك».. منهم رجال اتهموا النساء بالتضليل والكذب والادعاء مثل «بن إفليك».. منهم رجال كانوا رجالا حين تناولوا هذه القضية المثيرة للجدل وللريبة وللقرف مثل «توم هانكس».. ففى مقابلة صحفية قامت بها النيويورك تايمز مع الممثل الفائز بجائزتى أوسكار توم هانكس حول إصدار أول مجموعة قصصية له يوم 17 من هذا الشهر بعنوان «نوع غير مألوف» استدرجته الصحيفة للكلام عن هارفى وينستاين ونجمات هوليوود المغتصبات والمتحرش بهن.. تساءل هانكس:  لماذا ساعدت هوليوود فى إيوائه عشرات السنوات.. والجميع على دراية كاملة بسلوكه المشين؟ وقال «توم هانكس»: هذهِ الأيام التى تمر بها أمريكا تشبه الأيام الأخيرة قبل الحرب الأهلية الأمريكية عام 18 هو الهدوء الذى يسبق العاصفة وقال: فى ألمانيا الآن يتولى النازيون بعض المناصب.. وفى أمريكا نازيون أمريكان انتشروا فى أحداث «شارلوتسفيل».. هانكس العظيم قال:
حينما حاول المخرج العبقرى الكبير «وودى ألن» أن يحشر نفسه فى هذا الأمر.. ومع أنه بدا تمامًا ضدّ هارفى وينستاين وضد فكرة التحرش بالنساء عمومًا.. هوجم وودى ألن أشد هجوم  وفتحوا له دفاتره القديمة بالتحرش والاغتصاب ثمّ الزواج من ابنته بالتبنى.. حتى إن الهجوم طال كل نجوم السينما المتحرشين معه أمثال «رومان بولانيسكي» و«بيل كوسبي» و«بن إفليك» وآخرين.. بل تم فتح دفاتر هوليوود القذرة فى التحرش واغتصاب الأطفال الممثلين الصغار وأبناء العاملين بمؤسسة السينما.
ما المغزى من وراء حكاية فضح  صفوة نساء أمريكا وجميلات السينما على البحرى هكذا؟ أن يكون هناك رئيس متحرش لشعب من المتحرشين.. ومحدش أحسن من حد؟
ونحنُ لا نعرف بعد متى ستنتهى هذهِ الحرب الأمريكية الأمريكية.. هل حينما يتم إيداع «هارفى وينستاين» السجن أو مستشفى المجانين؟.. أم حينما يدير شركته صديق ترامب وممول حملته ومستشاره الخاص «توم باراك»؟  أم بتولى «باراك» نفسه  رئاسة هيئة الأركان؟ أم حينما يصبح مصير الإمبراطورية الأمريكية كمصير الاتحاد السوفيتى؟ فلا إجابة أكيدة حتى الآن.