الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
زلزال «لا أخلاقى» يضرب هوليوود والبيت الأبيض

زلزال «لا أخلاقى» يضرب هوليوود والبيت الأبيض


ولا تحسبن أن هذا الزلزال العنيف الذى ضرب فجأة معقل صناعة السينما الأمريكية «هوليوود» إثر اتهام أحد أهم منتجيها «هارفى وينستاين» بعدد لا حصر له من دعاوى التحرش واللمس غير المرغوب به والاغتصاب تقريباً لكل فنانات هوليوود الشهيرات على مدى 40 عاماً من عمر صرحه الصناعى السينمائى الذى يحمل اسم « Miramax».. هو ذات الصرح الذى أنتج من خلاله كل الأفلام العظيمة الشهيرة التى حصلت على الأوسكار مثل «شكسبير عاشقا» و«المريض الإنجليزى» و«المرأة الحديدية» وغيرها.
ولا تحسبن الأمر هينًا بسيطًا- رغم ضخامته- أو أنه يبقى فى حدود صناعة السينما فى أكبر وأشهر بلاد السينما، فأمريكا بجلالة قدرها تنام وتقوم الآن على إعصار أخلاقى عنيف لم تتعرض له من قبل ولا حتى أثناء ولاية بيل كلينتون والعشيقة مونيكا.. ما يحدث الآن زلزال يضرب العالم أجمع.. يضرب سمعة أهل الفن تحديداً وفى مقتل.
تستطيع أن تقول إنه وفى إطاره الفنى المرئى الضيق الخاص بمجتمع الفنانين.. إنها فضيحة أخلاقية غير مسبوقة فى بلاد الحريات المطلقة.. وتسأل: ما الذى يجبر منتجا كبيراً على التحرش بمئات الفنانات الشهيرات حتى يمنحهن دورا فى فيلم ما وأجرا بالملايين؟..فالنساء فى الشوارع متاحات؟ و«هارفى وينستاين» ليس وسيما ولا جذابا.. مش جان ولا حاجة.. على العكس هو رجل دميم شكله ملخبط تشعر وكأنه هارب توا من مستشفى الكوليرا العام بمطوبس وإمبابة.. فكيف خضعت له الجميلات من ميريل ستريب وحتى جوانيث بالترو وأنجلينا جولي؟.. قالت النسوة إنه كان يخيرهن بين الشهرة والمجد وبين العلاقة معه.. كده خبط لزق.. وهنا تستطيع أن تؤكد وتبصم بعبثية وانحدار القيمة المعنوية لجائزة «الأوسكار» مثلها مثل جائزة «نوبل».. فالاثنتان قد طالهما الانحراف السياسى والأخلاقي.. وما إن أعلنت 3 فنانات أن المنتج اغتصبهن حتى أعلنت 4 فنانات أن المنتج لمسهن مرغمات حتى أعلنت عشرات وعشرات الفنانات أن المنتج داوم على التحرش بهن ومساومتهن لإقامة علاقة.. حتى أعلنت زوجة المنتج مصممة الأزياء الشابة الجميلة «جورجينا شايمان» أنها تركت له المنزل إثر الفضيحة المدوية.. حتى أعلن المنتج ذات نفسه أن شقيقه وشريكه «بوب وينستاين» وراء ما حدث وأنه هو من سرب أخباره العاطفية للصحف.. ألم تكن أموال وشهرة الرجل كافية لجلب أصغر فاتنات العالم إلى مضجعه دون تهديد أو إجبار؟.. بالطبع نعم.
وتستطيع أن تقول إنه فى الإطار الأوسع للحكاية فيها حاجة مش مظبوطة.. فالحكاية يا سادة يا كرام فيها «إن» وفيها «ما انحل» كمان.. «بصوت نجيب الريحاني».. ولم تتوقف عند تعرض نساء هوليوود جميعاً للتحرش الجنسى وكأنهن نساء «بوليوود» الهنديات أو نساء بلادنا اللواتى لا يتمتعن بجمال وشباب نساء بلاد بره.. البلاد المشهود لرجالها  بأعلى نسب التحرش لو شاهدوا جزءاً مكشوفا من جسد أنثوى أو شوية شعر أكرت محروق.. أو حتى لو ارتدت السيدة غطاء للرأس؟.. لكن: هوليوود ليه؟ أمريكا ليه؟ فالبلاد مفتوحة على مصراعيها للحريات حيث لا قمع دينى ولا انهيار فى منظومة القوانين ولا قمع مجتمعى  ولا مؤاخذة!!.
بالنظرة الأوسع مدى فى متابعة الصحف والمجلات العالمية التى اهتمت بالأمر بشكل غير مسبوق- الأمر يستحق - تجد أن الرجل متورط فى تمويل حسابات أعضاء الحزب الديمقراطي.. لذا رفض كل من أوباما وبيل وهيلارى كلينتون التعليق على الفضيحة والرد على أسئلة الصحفيين فقد نشرت الصحف تقارير تتحدث عن صداقة وطيدة قديمة تربط المنتج المتحرش بالثلاثة أوباما وبيل وهيلارى كلينتون.. وأنه قد أعطى منحة قيمتها مليون ونصف مليون دولار لـ«هيلارى كلينتون» أثناء حملتها الانتخابية حتى أن بيل كلينتون استأجر منزلاً بجوار منزل هارفى وينستاين فى 2016 ليصبح  «حملة» وصل بين نجوم هوليوود وبين هيلارى كلينتون.. ليس هذا فقط بل إن ذات الصحف الأمريكية الكبرى ذكرت أن عملاق هوليوود المتحرش قد زار البيت الأبيض عدة مرات أثناء ولاية أوباما.. لذا ناشدت الـ«نيويورك تايمز» فى افتتاحيتها كلا من أوباما وكلينتون وزوجته بالتنصل من الرجل وفضيحته.. لكنهم لم يفعلوا.
هنا أعلن المنتج الكبير استقالته مضطراً ومعتذرا للفنانات اللواتى تضررن من سلوكه ووعد المجتمع الأمريكى أنه سيرمم ذاته ويدخل فى علاج نفسي.
بهذهِ البساطة تضحى أمريكا  بأهم منتجى هوليوود وأكبر داعمى ساستها الكبار من أعضاء الحزب الديمقراطي؟ وكيف تكالب عليه الجميع هكذا وفجأة وليس قبل ذلك بعشرات السنين؟ كما أن دخول الحزب الديمقراطى فى المسالة بقوة.. الذى يؤرق مضجع ترامب والجمهوريين يجعلك تتشكك فى سيناريو كارثى محتمل قادم.. لا أن تتشكك فى صدق الفضيحة أو زيفها.. فهى حقيقةً مائة فى المائة.. تتشكك وتتحير فى توقيتها والطريقة المتسارعة التى انهار بها أعتى صرح صناعى سينمائى فى العالم وجر معه حزب كبير الأثر برؤساء البلد السابقين واللاحقين  ربما.. الحزب  الذى راح عشرات من أعضائه بتقديم استقالاتهم وربما لن يبقى بعضويته سوى هيلارى كلينتون!! فمن وراء هذا الزلزال؟ هل فكر أحدهم  فى سره واتهم «بوتين»؟
وماذا يريد الفاعل من تفجير كل هذا الديناميت فى قلب البيت الأبيض وملابس الفنانات؟
هل هكذا تبدأ البلاد العظمى فى الانهيار؟.. أم أنها قد بدأت بالفعل منذ انتخاب الملياردير الجمهورى «دونالد ترامب»؟.