الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«ليالى الخنزير» والدعارة.. منذ مارلين مونرو حتى مادونا

«ليالى الخنزير» والدعارة.. منذ مارلين مونرو حتى مادونا


ما كل هذا الجنوح ناحية اشتهاءات الجسد المسكونة بحالة من الجوع الأبدى والمجاعة المنتشرة والمستشرقين فى عقول رجال يحكمون العالم بالاقتصاد والدين والسياسة؟!.. وبالاقتصاد وبالدين وبالسياسة يمارسون البغاء بمعناه الضيق: يتاجرون فى النساء.. بيبيعوا ستات يعنى!.
أن تستمر صحف أوروبا وأمريكا كلها بلا استثناء ويوميًا فى نشر أخبار ومقالات وصور ودراسات عن أشهر تاجر حريم أمريكى وصاحب ومؤسس أول ثورة جنسية فى التاريخ الأمريكى رجل الأعمال والأجساد Hugh Hefner مؤسس مجلة الـ Playboy  المتوفى عن عمر 91 عامًا مساء الأربعاء 27 سبتمبر، بينما يقل اهتمام تلك الصحف بكل أخبار العالم المهمة والساخنة والدموية فى مجمل أنحاء العالم، وحتى فى داخل أمريكا نفسها التى تمور بها الأحداث الجسام على مدار الأيام الأخيرة، فلم يكن اهتمام أمريكا إعلاميًا بحادث لاس فيجاس الدموى بذات القدر الذى أفردت به صفحات صحف ومجلات شهيرة لنساء هيو هيفنر الداعرات وصورهن الفاضحة!.. هذهِ الصحف التى أعطت تاجر النساء قدرًا فى الاهتمام وكأنه بيل كلينتون أو ترامب فى شهرتهما الجنسية وولعهما بالأجساد البضة.
أى جنون ذاك الذى اعترى مانشتات صحف أمريكا وأوروبا الرزينة واسعة الانتشار لتهتم بموت مؤسس أفلام البورنو المصور ورجل الأعمال والحقوقى والناشر المثير للجدل والاشمئزاز، أكثر من اهتمامها بالكتاب القنبلة الموقوتة للأمريكى «جوزيف أتويل»، وكتابه «مسيح قيصر» الذى يؤصل فيه لزيف قصة المسيح برمتها شارحًا معطياته حول مؤامرة رومانية لاختراع شخص المسيح، هذا الباحث الأمريكى المثير للجدل تقام لكتابه ندوة وحفل توقيع اليوم السبت 7 أكتوبر بلندن، ينقلها التليفزيون البريطانى على الهواء حيةً ليؤكد أن المسيحية لم تبدأ كديانة سماوية، بل لممارسة دعائية حكومية لتهدئة الإمبراطورية الرومانية، ولم تكن سوى الإندبندنت مهتمة بهذا الأمر!.
بينما أفردت كل وسائل الإعلام الغربية مسموعة ومرئية ومقروءة ساعاتها لتحكى لنا كيف أن الملياردير الرأسمالى الفاسد تاجر النساء أوصى بأن يُدفن فى مقبرة تجاور مقبرة «مارلين مونرو» التى كانت عاريةً على أول غلاف لمجلته «البلاى بوي» عام 1953، ثمّ توالت على أغلفة المجلة تباعًا كل النساء الشهيرات عاريات تمامًا مقابل أجر، ستجد أن الغلاف الخاص بالمطربة مادونا وهى عارية هو الأشهر فى التداول منذ أسبوع ولا يزال.. حمل الغلاف عنوانين بالأسود والأحمر       Madonna Nude- Unlike Avurgin for very first timeالسؤال: لماذا ظل هذا الرجل بهذهِ الشهرة حتى وفاته وما بعد أن رقد فى سلام بجوار محبوبته مارلين مونرو؟.. هذا الرجل الذى رفضته أول حبيبة وخانته أول زوجة.. هذا الذى قاد حملة عالمية لتشريع الماريجوانا والإجهاض والبغاء والشذوذ.
هل حزن أصحاب الرأى والفضيلة على موت هذا الرجل وانتهاء أسطورته فى بيع وشراء النساء؟.. يحكى خادمه لصحيفة Daily Telegraph كيف أنه ظل فى خدمته عامًا يجهز له الشراب والنساء والمخدرات ويغسل له روبوتاته الجنسية الخاصة به وبزبائنه ويجففها ويعلقها له على أعمدة سريره، بينما يجلس صاحب قصر البلاى بوى فى كرسيه الوثير ومعه كاميرتان ليصور حفلات الجنس وهو يدخن السيجار.. يقول الخادم الذى ترك الخدمة وذهب  ليعيش ويعمل نحاتًا فى كاليفورنيا  بأن «هيو» كان كثيرًا ما يرفض ممارسة الجنس مع نسائه ويتركهن لأصدقائه.. ويصور الجميع ويحتفظ بمكتبة فيديو جنسية هائلة يستخدمها ضدّ شركائه إذا ما خرجوا عن طوعه أو هددوه بفضح رذائله فى قصره المنيف.. يقول خادمه إن سيده لم يكن سوى رجل عجوز قذر، ولم يناده سوى بالخادم حيث لم يسأله يومًا عن اسمه!
تستطيع أن تقول إن صحف أوروبا وأمريكا اهتمت إلى حد ما بصور وحكايا الناجين من مذبحة لاس فيجاس التى أعطت البعض مبررًا قويًا لمناقشة فوضى بيع السلاح للمواطنين الأمريكان بعد أن اكتشف البوليس الأمريكى فى الفندق الذى حدثت أمامه المجزرة أن بحجرة الإرهابى «ستيفن بادوك» 10 صناديق من الأسلحة.. أما كيف ترك أمن الفندق هذهِ الأسلحة تدخل دون تفتيش أو منع فتلك حكاية أخرى عن النفوذ والبلطجة والفساد.
كانت ليلة الخنزير.. هكذا أطلق عليها رجال المال والأعمال والدعارة فى قصر البلاى بوى أكثر شهرة واهتمامًا من ليلة مقتل 60 مواطنًا أمريكيًا وجرح ما يقرب من 600 آخرين.
ستجد أن أقل القصص والأخبار اهتمامًا فى أوروبا وأمريكا كانت بالسماح لنساء السعودية بقيادة سياراتهن الخاصة، وكذا أخبار انفصال كاتالونيا.. أما الخبر المنسى المحذوف من ورق الطباعة الأمريكى الأوروبى فهو إبادة شعب اليمن.