الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماجى وتهانى وحنان.. وجوه مضيئة فى «الدوحة ترايبكا»!

ماجى وتهانى وحنان.. وجوه مضيئة فى «الدوحة ترايبكا»!







ثلاث مخرجات مثلن السينما المصرية فى مهرجان «الدوحة ترايبكا» بطبعته الرابعة وهن ماجى مورجان فى مسابقة الفيلم الروائى بـ«عشم»، أما فى مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل كل من تهانى راشد «نفس طويل» وحنان عبدالله  «ضل راجل».
 
صدفة ربما ولكن المؤكد أنها تعبر عن حقيقة وهى أن المخرجات فى السينما المصرية صرن هن الوجه المضىء لها فى المهرجانات السينمائية.
 
 قبل الدوحة بأقل من شهر شاركت هالة لطفى فى مهرجان أبوظبى بفيلم  «الخروج للنهار» وفى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر تمثل مصر فى مهرجان «دبى» نادين خان بفيلم «هرج ومرج» برغم أن الأفلام الثلاثة بها مساحة درامية كبيرة للنساء إلا أننى لا أعتبر أن هذه الأفلام تقع تحت طائلة ما يطلق عليه البعض سينما المرأة فأنا لا أرى فى الإبداع رجلا وامرأة، ولكن هناك فنا له سحر وألق وآخر به ادعاء وزيف.
 
سبق أن تناولت فيلم هالة لطفى، أما نادين خان فدعونا ننتظرها فى الشهر القادم عند عرض فيلمها فى دبى وتبقى لنا هذه المرة ماجى مورجان و«عشم» فى الدوحة ترايبكا.
 
عشم فى الثقافة الشعبية المصرية تحمل تناقضين العشم فى معناه الإيجابى هو طاقة أمل وأمنية تبدو بعيدة المنال، لكنها ممكنة التحقق وقد يصبح العشم فى لحظات تعبير ممزوج بالمرارة عن خيبة الأمل.
 
فى بناء فنى تتعدد لمحاته نتابع حياة ستة أزواج - بعضهم فى طريقهم للزواج - الفيلم ينتقل من حكاية إلى أخرى وننتقل أيضاً معه من حالة إلى أخرى. فى اللقطات الأولى لا تستطيع أن تدرك قانون الفيلم فلا توجد خطوط تواصل بين الأبطال مثل فيلم «سهر الليالى» مثلاً لهانى خليفة الذى كان يجمع أبطاله المتعددين بخيط واحد وهو الصداقة، ولكننا هذه المرة أمام لمحات وحالات مختلفة تكشف طبيعة المجتمع، وفى رؤية بانورامية تُطل على مصر بالعديد من طوائفها.
 
الفيلم قائم على تلقائية الحوار وهو ما تجده مثلاً فى أفلام المخرج إبراهيم بطوط، ولكن هناك نسبة ما من الانضباط فى فيلم ماجى مورجان، حيث يسبق فى العادة التصوير بروفات ليولد الحوار تلقائياً لأن كل شخصية لها محددات وملامح ينبغى أن يعبر عنها الحوار، الأمر هنا ليس رهناً فقط بالديمقراطية التى تمنحها المخرجة لأبطال الفيلم، ولكن ينبغى أن يلتزم الممثلون بقواعد الحوار الدرامى. هناك فارق بين التلقائية والعشوائية نحن نتابع شريطا سينمائيا تلقائيا يرفض تماما منهج العشوائية.
 
ماجى كانت تختار الزاوية التى تحدد الرؤية والمعنى الذى تقتنصه لتصنع فيلمها كان المونتاج هو أحد عناصر إبداع هذا الفيلم حتى يُمسك بالقوام والبناء وهو ما تولاه أحمد عبد الله.
 
هناك أسماء لممثلين خاصموا تماما قواعد التمثيل بمعناه الحرفى وحافظوا على تلقائيتهم مثل نجلاء يونس وسلمى سالم وسيف الأسوانى وأمينة خليل وشادى حبشى ومنى الخولى ومحمود اللوزى وسهام عبدالسلام ومروة ومحمد خان الذى كشف بعد أن احتفل قبل أسبوعين بعيد ميلاده السبعين عن طاقة تمثيلية مخبوءة.
 
الغريب أن السينما المصرية دونا عن كل صناعات السينما فى العالم بدأت بالمرأة، عزيزة أمير قدمت أول فيلم روائى «ليلى» وبعدها أطلقت شارة البدء لتك الصناعة وعرفت السينما المصرية العديد من النساء الرئدات اللائى كن أكثر جرأة فى اقتحام المجهول مثل أمينة محمد وبهيجة حافظ وآسيا وفاطمة رشدى ومارى كوينى، ولهذا فليس غريبا أن تعود المرأة مرة أخرى فى عز أزمة السينما المصرية لكى تعلن عن تواجدها وبقوة وألق من مهرجان إلى مهرجان، قد تكون صدفة، ولكنها تعبر عن حقيقة وهى أن النساء فى السينما المصرية قادمات قادمات!