الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مولانا الشيخ چاكسون

مولانا الشيخ چاكسون


فتح اختيار فيلم «شيخ جاكسون» للمشاركة فى مسابقة الأوسكار المرموقة النيران على أعضاء اللجنة المسئولة والمكلفة بالاختيار وتحت مظلة نقيب ونقابة السينمائيين، رغم مكانة الأعضاء اللامعة وتنوعهم فى إطار يمثل كل الأجيال الواعية والمتخصصة فى السينما.
ألسنة النيران التى ارتفعت ولم تنطفئ حتى الآن لم يشعلها فقط أصحاب الأفلام المتنافسة، الذين أصيبوا بخيبة أمل من استبعاد أعمالهم بالمخالفة والتحايل، بل زاد إشعالها بعض النقاد والمهتمين بالشئون السينمائية والذين لم يخفوا غضبهم من سيناريو الاختيار بحجج يرونها هزيلة وفتاوى غير مقبولة تفتقد المنطق وتفتح الباب لاتهام اللجنة بالمجاملة وشبهات «الترابيط والشللية».. والمفارقة أن نقابة السينمائيين وأعضاء اللجنة رحبوا بمد مدة التقدم للترشح حتى انتهاء موسم عيد الأضحى لمنح الفرص الأكبر لدخول الأفلام المتنافسة فيه للمنافسة بشرف على دخول المسابقة العالمية، ويبدو أن هذا المد كان على خلفية دخول الفيلم المثير للجدل لسباق المنافسة فى العيد كما أشيع قبل موسم الأضحى، لكن اللجنة رغم عدم عرضه جماهيريا وحتى بعد العيد اختارته على فرضية عرضه في 22 سبتمبر الحالى ولمدة أسبوع قبل الموعد المحدد لإرسال الترشيح إلى الأكاديمية الأمريكية في 30 سبتمبر وهو الشرط الواضح بذاته للترشيح (أن يعرض جماهيريا فى مدة لا تقل عن أسبوع) ورغم كل ذلك تم اختياره بدعوى أنه الأصلح لتمثيل مصر.
المفارقة الأكبر أن أحد أعضاء لجنة الاختيار وهو المخرج خالد يوسف - بذكاء شديد - اعترض على الاختيار لمخالفته الشروط المعلنة ورفض التصويت عليه وترك أعضاء اللجنة فى مواجهة النيران والرفض لاستباقها وإعلانها عن اختياره بينما لم يعرض بعد.
ورغم استياء وغضب الأفلام المتقدمة لنيل شرف الاختيار على وجه العموم، فإن الغضب الأكبر خرج من صناع فيلم «الكنز» للمخرج شريف عرفة والذى كسر قاعدة المألوف فى موسم عيد الأضحى وأعاد كبرياء السينما لاحتوائه على لغة سينمائية عالية الجودة محقونة بأداء فنى - على مستوى أبطاله - رفيع ومحكم وراقٍ واعتبر صُناعه أنه الأحق بتمثيل مصر، فضلاً عن إعجاب عدد كبير من نقاد السينما به وقد رسم استبعاده علامات الدهشة على الجميع وتكرر نفس الغضب من مجدى أحمد على مخرج فيلم «مولانا» باعتبار أن الفيلم هو الأحق بالترشيح بعد الحفاوة التى قوبل بها فى مهرجانات عالمية والرهان بالقضية التى قدمها الفيلم التى تمثل حجر الأساس فى الثورات العربية وكشف زيف المتاجرين بالدين وبأرواح الشعوب.
المخرج مجدى أحمد على سارع بإصدار بيان لتسجيل موقف قال فيه إن اختيار اللجنة خالف اللوائح وأن الأعضاء تجاوزوا الشفافية المطلوبة للتصويت واختيار فيلم «شيخ جاكسون» فى قرار ابتعد عن الصواب لأسباب كشفها بقوله أن لائحة الجائزة تنص على أن الأفلام التى لها حق الترشح هى التى تعرض حتى 30 سبتمبر وليس التى (سوف تعرض) وبالتالى فإن التعجيل بعقد اجتماع اللجنة فى 11 سبتمبر وبعد عرض خاص لفيلم بعينه يتعارض مع مفهوم التصويت الفردى والسرى وفقا لقانون الأكاديمية الأمريكية للسينما عنه. وتساءل المخرج فى ذات البيان بقوله:
«ما هو موقف اللجنة الموقرة إذا عرض أى فيلم قبل 30 سبتمبر هل ستهدر حق صُناعه، أم يعاد التصويت وهل يمكن هذا بعد التعجل المريب بإبلاغ الأكاديمية بالقرار الباطل»؟.
وختم المخرج مجدى أحمد على بيانه بالقول بأن حق السينمائيين مناقشة وإقرار كل ما يتعلق باللجنة، وكذلك حق أى منظمة مدنية أو مهرجان أو مؤسسة ثقافية فى مخاطبة الأكاديمية وترشيح ما تراه.. وطلب بسرعة تدارك الموقف وتصحيح الإجراءات تفاديا لتصعيد قد يحرم مصر فى النهاية من مجرد الحق فى الترشيح.
وأخيرًا فإن السخط مازال مستمرا رغم إصرار منتجه محمد حفظى على حقه فى الترشح بإجماع اللجنة وأنه لم يخالف اللوائح لفيلم لم يترك خلفه حتى الآن إلا الأزمات سواء فى بداية إنتاجه وانسحاب المنتجة ناهد فريد شوقى منه لاستهتار بطله أحمد الفيشاوى بمواقيت التصوير وتعثر إنتاجه أكثر من مرة أو لرفض الرقابة على المصنفات الفنية اسمه بدعوى أنه يسخر من الشيوخ والأديان أو حتى الرفض الجمعى على أسلوب اختياره الذى يكشف كيف ترشح الأعمال وكيف تمنح الجوائز وكيف تدار المسابقات والمهرجانات بمنطق العبث والشللية والمجاملات ويسألون لماذا تراجعت صناعة السينما!!.