الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المطلقات  Group!

المطلقات Group!


كانت صديقتى «نانا ميكل» الحسناء البرجوازية تتناول طعام إفطارها السويسرى المكون من بيض بوشيه مع السلمون المدخن وعش الغراب.. والحلوى الدنماركية بالكافيه الشهير بالكوربة، لوحت لى عندما رأتنى داخلاً وأصرت أن تدعونى إلى «كابوتشينو» بالكريمة.. وبادرتنى مهللة: «مش تقوللى مبروك؟!» سألتها عن المناسبة السعيدة.. صاحت ببشر وابتهاج: أخيراً خدت حريتى.. اتطلقت.

- مش معقول.. إزاي؟!.. لا طلاق إلا لعلة الزني.. أنا معلوماتى أن الكنيسة مازالت متمسكة بعدم تطبيق لائحة (38) الرحيمة التى كانت تسمح بأسباب ثمانية للطلاق كالجنون وإساءة المعاملة والسجن.. والعجز الجنسي.. واختفاء أحد الزوجين.. والشذوذ.. وعدم الإنجاب.. واستحكام الخلاف بما يستحيل معه دوام العشرة.
- ولكن لا يعدم الأمر من الحيلة.. هناك طرق للخلاص.. منها مثلاً أن يكتب أحد الأطراف إقراراً يعترف فيه أنه زان.
 إنتِ عملتِ كده؟!
- لا طبعاً ليس من أخلاقى أن ألجأ إلى التزوير والتدليس أو أن أسيء إلى نفسى وسمعتى وكرامتي..
ثم إن هذا الإقرار يحرم صاحبه من الزواج مرة أخرى ويسمح للطرف الآخر بذلك عقاباً للجاني..
أنا لجأت إلى حيلة تغيير الملة..
 وفى هذه الحالة تطبق عليك أحكام الشريعة الإسلامية.. ويتم الطلاق..
- بالظبط..
الاكتفاء بالطلاق فى حالة الزنى أدى إلى تفاقم المشاكل فلم يعد أمام التعساء من الذين يعانون من حياة زوجية بائسة إلا تغيير الدين أو الانتحار أو الانهيار النفسى والعقلى أو ارتكاب الجرائم مثلما حدث منذ فترة مع فتاة سكندرية كان زوجها يعانى من عجز جنسي.. أسقط عليها عجزه ضرباً وإهانة ثم قتلها فى غرفة فندق وفر إلى المطار قاصداً «لندن».. وخاطب إدارة الفندق هاتفياً وهو فى الطائرة معترفاً لهم: افتحوا الغرفة رقم كذا ستجدون جثة زوجتى سابحة فى دمائها.. لقد قتلتها لأنه لا وسيلة لطلاقها فى ظل قوانين الأحوال الشخصية الجائرة لغير المسلمين.. وبعد ساعات سأكون فى «لندن» حيث لا اتفاقية بينها وبين مصر لتسليم المجرمين.
بل إنه من الملاحظ أن بعض زوجات الكهنة أنفسهم الذين يعظون هؤلاء المعذبات بحمل صليبهن.. أى التحمل مهما كانت الصعاب فلا فراق إلا بالموت يعانين من تمرد زوجاتهم عليهم.
والتأمل لحالتى «وفاء قسطنطين» و«كاميليا شحاتة» (زوجتى الكاهنين اللتين أثارتا ضجة كبرى بهروبهما وإسلامهما منذ سنوات) يلحظ بوضوح تشابه الظروف البيئية والاجتماعية والنفسية التى صنعت مأساة كل منهما.. فكلتاهما تعيش فى مجتمع ضيق محدود خانق فيما يتصل بالتقاليد والأعراف والمفاهيم الرجعية المتخلفة والضاغطة على المرأة، وكلتاهما زوجة لقس فارق السن بينهما كبير.. والقيود الصارمة تلاحقهما لأن الكنيسة تبالغ فى إضفاء مثالية.. وهالات قدسية على زوجة الكاهن «أم الشعب» والمقصود هنا طبعاً «شعب الكنيسة».. كما أن هناك تشابهاً فى أسلوب تعامل الزوجين الكاهنين معهما.. زوج «وفاء» يشك فى سلوكها، خاصة بعد أن تم بتر ساقه بسبب مضاعفات مرض السكر.. ومن ثم فهو يسيء معاملتها.. وكذلك زوج «كاميليا» الذى كان يضربها بسبب عدم اعتنائها بنظافة المنزل فتذهب إلى والدها شاكية.. فيضربها ويعيدها إلى زوجها صاغرة.. فرداء الكهنوت يمثل تميزاً وحصانة وخطاً أحمر وسلطة دينية لا يجوز انتهاكها ولو بمجرد الشكوي.. ومع تصاعد الضغوط الاجتماعية والتراكمات النفسية واختصار أسباب الطلاق فى علة الزنى يصبح الخلاص فى تغيير الدين.
الأزمة إذاً هى أزمة اجتماعية عاطفية جنسية أخذت شكلاً طائفياً فى ظل التراجع المجتمعى الشديد فى الحريات الاجتماعية.. وتداعى الحريات الخاصة.. وحقوق الإنسان.
إن المجتمع الذى أصبحت تحكمه ثقافة الحلال والحرام ومن سيدخل الجنة ومن سوف يتم حرمانه منها.. والتشدد الدينى القشري.. والسلفية المتطرفة التى تحتفى بالطقوس والشكليات والفتاوى القاتلة وتبعد عن الجوهر.. والمعنى الخفى للدين.. وتتربص بالآخر وتحاصره وتحاول إقصاءه وتكفيره.. حيث قوائم التكفير حاضرة وجاهزة.. هذا المجتمع ليس لديه شجاعة تحمل مسئولية حرية العقيدة وقد كان تمرد شباب الأقباط ضد محاولة منعهم من الانطلاق إلى الميدان فى (25) يناير مع إخوانهم المسلمين هو نقطة التحول التى تؤكد حتمية التغيير.
وعرف أصحاب المظالم طريق الاحتجاج.. والخانعون تحولوا من محتمين بأسوار الكاتدرائية إلى محتجين ضدها.. والأيدى التى كانت تمتد بخشوع لتقبيل أياديهم المباركة أصبحت تلوح لهم بغضب.
- ومن هنا فقد قرأت أن مجموعة من متضررى قضايا الأحوال الشخصية للأقباط المطالبين بالطلاق والزواج الثاني.. تنظم حفل طلاق للمرة الأولى داخل أحد فنادق القاهرة الكبرى كاحتجاج تعبيرى على تراخى الكنيسة فى حل أزمتهم والمطالبة بإقرار قانون مدنى من الدولة يضمن لهم الزواج والطلاق بعيداً عن الكنيسة.
- طبعاً.. لأن العكس معناه أننا لا نعيش فى دولة مدنية.. وأننا نعلى من شأن الطائفية فوق المواطنة.. نحن نطالب بأن يكون الطلاق مدنياً والزواج كنسياً خاصاً بالكنيسة.
 «نحن؟!» أفهم من ذلك أنك أحد أعضاء هذه المجموعة؟!
- طبعاً.. وأنا أيضاً من مؤسسى رابطة منكوبى الأحوال الشخصية وأحد مؤسسى رابطة «الحق فى الحياة».
- فكرة الاحتفال بالطلاق هذه فكرة جديدة وطريفة تستحق التحية لأنها تحول مناسبة للحزن إلى مناسبة للأمل فى حياة جديدة مختلفة.. وتحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية.
- وطريقة مبتكرة للتعبير عن مشاكلنا بسبب منع الوقفات الاحتجاجية نتيجة الأوضاع المدنية وقانون التظاهر.. كما أنه وسيلة معنوية لإظهار القضية للرأى العام والتعاطف مع أصحابها بإظهار احتفالات الحاصلين على الطلاق بالخلاص من حياتهم السابقة لإظهار كم الضيق والقسوة الذى كانوا يحيونه قبل الطلاق.. ورحلتهم الطويلة للحصول على الطلاق والتى استغرقت فى بعض الحالات (20) عاماً.
ثم ما لبثت أن بادرتنى بابتسامة عريضة مرددة:
- هناك أيضاً مفاجأة سوف أعلنها فى هذا الاحتفال
 ما هي؟
- ماتبقاش مفاجأة.
ألححت عليها حتى صارحتنى أنها ستعلن فى الاحتفال عن احتفال آخر سوف تقيمه فى ڤيللا والدها حول حمام السباحة يضم نفس الجماعة الهدف منه رفع شعار أن الحياة تستحق أن تعاش وحادث الطلاق المؤسف يمكن اعتباره بمثابة بداية جديدة تبعث على الأمل والإشراق.
كما أنها سوف تعلن عن انطلاق شرارة البدء فى تكوين ائتلاف جديد ترأسه هى ويضم مجموعة من «النخبة» من السيدات المطلقات المسيحيات فى مجالات مختلفة اسمه «المطلقات المسيحيات جروب» فى رئاسة مجلس الإدارة.. وسوف تنتهز الحفل الساهر الكبير لدعوة السيدات المطلقات فى مختلف الأعمار والمؤهلات للاشتراك فى «الائتلاف».
أما بالنسبة للاحتفال نفسه فإن برنامجه متنوع وبهيج منه شو لثلاث سيدات من الصديقات سوف يقدمن أغانى ومنولوجات طريفة خاصة بالطلاق.. كما تتضمن نكاتاً تطلقها إحداهن.
كما سوف تتقدم كل مطلقة بصورة شخصية لطليقها وتشعلها بولاعة.. وتقذف بها فى البيسين.. كرمز للتخلص من ماض كئيب والتفكير فى مستقبل سعيد.
كما يشمل برنامج السهرة عدة مسابقات منها:
- مسابقة أسرع مطلقة
- مسابقة أقدم مطلقة
- مسابقة اظرف سبب للطلاق
- مسابقة ملكة جمال المطلقات
ما رأيك يا «مستر بشاي»؟! 