الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كاريزما  السُلطة

كاريزما السُلطة


تتمتع «السُلطة»، بجاذبية طاغية، لا تقاوم، سحر يجعل البشر يفعلون كل شيء ممكن، وكل شيء غير ممكن، أيا كان نوع السُلطة.. سُلطة طبقية، سُلطة دينية، سُلطة ذكورية، سلطة فكرية.
«السُلطة»، فى العالم كله، لها «كاريزما»، والتى تعنى الهدية، أو المنحة، أو الهبة، التى تأسر القلوب، وتبهر العقول.

وإذا كان كل شيء مباحا فى الحب، وفى الحرب، هكذا الأمر، أيضا مع السُلطة، لا توجد خطوط حمراء.
.. التجسس على خصوصيات الآخرين، الأعداء منهم والأصدقاء.
استخدام الأسرار الأسرية، والعائلية للفضح والتشهير، ولكسب المزيد من الأصوات المؤيدة.. والقتل.. التهديدات فى جميع أشكالها.. اتهامات بالكفر.. إدانات بالخيانة والعمالة.. شائعات فى كل مكان.
كل أنواع، ودرجات اللاأخلاقية، تصبح «أخلاقية»، طالما أنها تقرب المسافة إلى مملكة السلطة.
بعض الناس، يقولون: لا تلوموا منْ يسعى إلى أى نوع من أنواع السُلطة، فهى تفتح الأبواب المغلقة، وتحول التراب إلى ذهب، ولها هيبة مهابة من الجميع.
السُلطة، هى «كلمة السر» للعبور رغم المحظورات، والألغام، ولا تعترف بالمستحيلات، والممنوعات.
لهذا أكره لعبة السياسة، التى تفقد البشر أجمل، وأنبل، ما بداخلهم، وأقوى ما فى إنسانيتهم، من أجل «السُلطة».
السياسة لا تتكلم لغة المبادئ، التى تنمى فى الإنسان إنسانيته، ومحبته للناس، والعمل من أجل درجة أعلى من الرقى الحضاري. ولكن لغة المصالح «الزئبقية»، المتلونة.
السياسة فى كل العالم، شعارها «العب بالذى يجعلك تغلب»، حتى لو كان اللعب التحالف مع محتل، أو خائن، أو جاسوس، أو مرتزقة الإرهاب الديني، والإرهاب الثقافي، والإرهاب الذكوري، والإرهاب الإعلامي. أى شعار هذا؟
وإذا تصادف أن صاحب السُلطة، فى أى مجال يرفض التعامل بهذا الشعار، فإن منْ حوله سرعان ما يتآمرون، ويخططون لاقصائه بعيدا عن صلاحيات سُلطته.
مهمة كل إنسان أن يجعل شعاره ليس «ما أغلب به ألعب به».  ولكن «ألعب بما يجعلنى أكثر إنسانية ودفاعا عن العدالة، وأكثر تشبثا بالحقيقة، وبالحرية»، حتى لو خسر بعض المعارك، أو بعض الجولات، فهو «الفائز».
من قراءة التاريخ يتأكد لى دائما أن الذين ساهموا فى الارتقاء بالحياة نساء، ورجالا، فى مختلف المجالات، كانوا منشغلين بكيفية مقاومة الظلم، والامتناع عن تحويش الفلوس ، على جثث الآخرين، وعدم الاستسلام للقبح، والمهانة، وليس الانشغال، بتملك «السُلطة»، من أى نوع.
هل يمكن أن يأتى يوم تتغير فيه لعبة السياسة، من الشعارات الزئبقية إلى المبادئ، التى تعلى من القيم الإنسانية، وتتخلص فيه من الأشياء التى جعلتها فعلا «لعبة»، باعتراف اللاعبين بها، أنفسهم؟
يعترفون وهم فى غاية الفخر. كأن هذا هو قمة الحكمة، وذروة الحنكة.
هل نعيش إلى يوم، نرى الشخصية السياسية، بـ«وجه واحد» لا وجهين، أو ثلاثة وجوه؟
هل يسمح الزمن بأن نعاصر امرأة، أو رجلا يشتغل بالسياسة، ولا يفصل بين «الخاص» وبين «العام»، بين «القول»، و«الفعل».. حياته فى تناغم، واتساق؟ ما يظهر منه فى سهرة على العشاء هو نفسه ما يظهر منه فى البرلمان؟
إنسان نزيه،  مبدع، شخصية لا تناقض فيها. ليس هناك ما يخجله، أو يتبرأ منه، أو يتستر عليه؟
هل نطمح، فى يوم، نعطى رئيس أحد الأحزاب السياسية، «وسام الاحترام» لأنه المثل الأعلى فى استقامة الأخلاق، وثبات المواقف؟
من واحة أشعاري
أحبك
فى سكون الصمت
وفى عذوبة غِناء الصوت
فى الفرح النادر
وعنفوان شقائى الغادر
عندما يشربنى الظمأ.. أحبك
عندما يلتهمنى الضجر.. أحبك
فى غربتى أحبك  وفى يأسي
فى وحدتى أحبك وارتواء كأسي