
هناء فتحى
من سيسقط «ترامب»؟
مشهدان فارقان سيطرا على مسلسل «قمة العشرين» السنوى.. وأشعلا الشارع الأمريكى من جديد.. الشارع الذى لم تخمد ناره منذ تولى الرئيس الأمريكى قيادة بلاده،كانت صورة الزعيمين بوتين وترامب وهما جالسان متجاوران يمدان اليدين للسلام يرتديان نفس لون البدلة والقميص فى ابتسامة صفاء وثقة وخبث مستفزة.. هذه الصورة التى انتشرت كالفيروس فى صحف وتليفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعى العالمية.. وهى إحدى صورتين فارقتين - ربما فى تاريخ الشعب الأمريكى الحديث.. هذه الصورة أثارت تكهنات.. أما الصورة الأخرى فقد أثارت استياء.. استياء فاق ذهول ضيوف القمة: ثورة ترامب وقد أجلس ابنته إيفانكا مكانه على مائدة المفاوضات بين الرئيس الصينى ورئيسة الوزراء البريطانية وكأنها نائب الرئيس أو هى الرئيس.. فلم يكفه وجودها غير الشرعى فى جناح مهم بالبيت الأبيض تصدر وتلغى قرارات مصيرية للخمسين ولاية.. بل تخطتها إلى قرارات مصيرية تخص شعوب العالم.. ولا ننسى تصريحاتها المستفزة حين أطلق الأسطول الأمريكى 59 صاروخا على سوريا تأديبا لها بزعم كيماوى خان شيخون بأنها من أوعز لوالدها بضرب سوريا.
ونحنُ لا ندرى على وجه اليقين هل ثبتت هاتان الصورتان أرجل كرسى عرش ترامب الهزاز أم أطاحت به إلى طريق نيكسون؟ هاتان الصورتان أشعلتا الصحف وبرامج التليفزيون الأمريكية منذ بدء القمة وحتى الآن لم تهدأ السخرية من الرئيس.. وأخرجوا له ما تحت البلاطة من تاريخ قديم مشين.. وفى خطوة غير مسبوقة وشديدة الفجائية والصدمة تناوبت محطات التليفزيون الأمريكى «فيديو غنائي» مسخرة لترامب تم تصويره عام 2013 بعنوان: «فى حياة أخري».. كان قد اشترك فى مشاهده التمثيلية مع جميلات العالم العاريات، بينما قام بالغناء فيه مغنى البوب الأذربيجانى الشهير «أمين أجالاروف».. ظهرت الفتيات العاريات فى الشريط الغنائى وهن يتمايلن فى حلم مسائى للمطرب، بينما يظهر ترامب فى لقطات وهو يوقظه من منامه بعنف.
كان عادياً جداً أن يفعل ترامب فى فترة ما قبل الرئاسة ما هو أسوأ من ذلك.. ألم يكن هو نجم تليفزيون المستقبل رأسه برأس كيم كارداشيان ذات نفسها؟ ألم يكن مديراً لكل مسابقات ملكات الجمال فى العالم؟ ومن ظهرن فى شريط اليوروبوب هذا ما هن سوى نسائه السابقات.. ميلانيا السيدة الأولى كانت إحداهن؟ أما المطرب صاحب الشريط فهو ابن أحد رجال الأعمال السوفييت المتنفذين وأحد أصدقاء بوتين المقربين ثمّ أحد أهم أصدقاء ترامب شوف العلاقات الأمريكية الروسية جاءت من أين وإلى أين؟!
ثمة فقرات على هامش هذهِ الأحداث أثارها المذيع التليفزيونى الشهير Trevor Noah تريفور نوح فى برنامجه Daily Show. . الفقرة الأولى كانت تورط ابن ترامب الأكبر فى لقاء سرى ببرج ترامب بنيويورك مع محامية روسية لعبت دوراً لإسقاط هيلارى كلينتون فى الانتخابات الرئاسية.. وهو ما لم يستطع إنكاره الابن.. الأمر الآخر هو التسريب الذى قام به أفراد من الإدارة الأمريكية للمذيع تريفور نوح بأن ترامب فشل فى الحصول على غرفة فندقية فى هامبورج أثناء قمة العشرين.. فأسكنوه فى دار ضيافة بمجلس الشيوخ حتى انتهاء القمة.
نعود للتساؤل من جديد: هل هذهِ المشاهد التى أزعجت وحطت من قدر الشعب الأمريكى هل هى فى صالح تقويض عرش ترامب وصعود هيلارى كلينتون أم لصالح تثبيته وتثبيت عائلته؟ الإجابة ربما تكون فى صالح «الترامبية».. ليه؟
1 - لأن الحال الدولى (اتشقلب على نافوخه ) وصار بوتين هو ظهر ترامب وسنده وليس العكس.. أمريكا القديمة التى قوضت عرش الاتحاد السوفيتى والشيوعية.. جاء بوتين ليقلب دفة اتجاه المركب ويلعب فى الشئون الخارجية والداخلية الأمريكية.. والصور التى حوت الزعيمين فى قمة العشرين ثبتت بالمسامير الصلب أرجل كرسى ترامب الهزاز.. وتأكد الدور الروسى فى الإطاحة بكلينتون وحزبها من الانتخابات الأمريكية.. فالفيديو المسخرة يؤكد العلاقة القديمة للرئيسين.. ويظهر بوتين كزعيم للعالم.. ربما.. سنرى.
2- ستلاحظ أن بوتين وترامب قد قسما محصول العالم على بلديهما بالاتفاق المعلن وغير المعلن: أن تتحرر سوريا والعراق من النفوذ الأمريكى مقابل أن يحصل ترامب على خزائن الخليج.
3 - نلاحظ أن الرئيس الأمريكى يتصرف فى شئون العالم باعتباره تاجراً وليس عسكرياً.. فلم يخض حرباً ضدّ أحد - لا تحسب له الـ59 توماهوك الخائب على مطار حمص فى أبريل من هذا العام.. فسوريا كانت تعلم بالضربة وأخلت المطار وما حوله قبلها بساعات.. ترامب يسعى لازدهار بلاده بجمع المال العربى بالسلام وليس بالحرب، وفى عهده هدأت إلى حد كبير جبهة الشرق الأوسط المشتعلة بفعل سابقيه من الرؤساء الديمقراطيين.. حتى المرتزقة الدواعش جيوش الغرب قد ذهبت لحال سبيلها واختفت داخل مخازن السلاح الأوروبى الأمريكى.. إلى وقت ستستخدم فيه.
4 - صورة إيفانكا وهى تحتل كرسى والدها فى قمة العشرين تبدو هى الأخرى مسمارا يثبت عرش والدها.. إيفانكا زوجة جارد كوشنر الأمريكى اليهودى والذى يلعب دوراً مهماً وخطيرا فى البيت الأبيض مع زوجته.. اليهود هم أصحاب الأمر الحقيقيون فى السياسة الأمريكية.. وهم محركو الأحداث فى العالم.. وهم أحد أهم دعائم ما يسمى بـ«مجلس العلاقات الخارجية السرية» (C.F.R) ، وهى جماعة من رجال مصارف واقتصاد ومشاهير وتجار.. تتحكم فيهم جميعاً عائلات اليهود المصرفية فى العالم.. وصهر الرئيس أحد هؤلاء المتنفذين.
طيب نقرأ الصورتين بهدوء: يبدو أن قمة العشرين قد غيرت مسارها السنوى المعروف لتصبح صورتا: بوتين مع ترامب.. وكذا إيفانكا على مقعد والدها.. صورتين تخبران الشعب الأمريكى بأن ترامب سيدخل مدته الثانية معززا مكرما مدعوما بكل القوى الخفية والعلنية النافذة فى العالم.. علشان كده الكل هيدفع الجزية وزكاة الفطر فى الشهر الكريم ودمتم فى فقر وذل مهين.>