
هناء فتحى
عندما قالت: «أنتونيلا روكوزو» لـ«ميسى»: استرنى وحياة أبوك
لأننا ابن الشعب المتدين بطبعه فقد ارتحنا كثيرا حين شاهدنا هذا الفرح الأسطورى شديد البذخ الذى أقامه ميسى لحبيبته وأم ولديه وقد كانا يعيشان معا طول العمر دون زواج.. نحنُ كعادتنا لا نتعامل إلا مع القشرة ولو كانت الثمرة مخوخة فاسدة يملأها العفن والقيح والدود.
هذا الزفاف الأسطورى ما كان سيحدث لولا هذا الحب الأسطورى الذى جمع بين قلبيهما طيلة 20 عاما دون زواج.. فقد عشقا بعضهما وهما مازالا طفلين غضين 9و 7 سنوات ساعتها قال ميسى ل أنتونيلا: «يوماً ما ستكونين زوجتي».. وقد كان.. لم يخنها ميسى مرةً رغم الأضواء والنساء وتقلبات القلوب.. لم يتركها ليلة واحدة غاضبة منه.. هكذا يروى العاشقان للصحافة.. وهو الأمر الذى يجيب عن تساؤلات منطقية حول تلك الابتسامة الجميلة والشموخ والثقة التى بدت عليها العروس ليلة زفافها.. فهو من منحها كل هذا الألق.
هذا الزفاف الأسطورى ربما ينكأ جراحا مغايرة تعيشها تلك البلدان الغربية والتى تبدو فعلياً الثمرة التى بجوف القشرة مليئة بأكبر قدر تتخيله من النتانة والعفن.
ففى إعلان شديد الجرأة والصدمة أعلن صاحب دار نشر «بلومز بري» وصاحب إصدارات سلسلة هارى بوتر.. أنه بصدد إصدار كتاب بعنوان (يوميات سفاح القربي) مذكرات حقيقية ترويها فتاة عن علاقة زنى محارم بينها وبين والدها منذ أن كان عمرها 3 سنوات ووالدها يقيم معها العلاقة دون والدتها.. جميع أفراد الأسرة يعلمون ذلك.. تروى الفتاة المجهولة الاسم داخل الكتاب تفاصيل حياة الأسرة.. تقول أنهم حينما انتقلوا سويا إلى بيت كبير آخر داخل إحدى ولايات نيويورك خصص لها الأب حجرة النوم الأساسية.. بينما انزوت الأم فى حجرة صغيرة وحدها.. تقول الفتاة إنها استمتعت بالعلاقة مع والدها طوال 18عاماً.. هذا الكتاب سيصدر فى أميركا أولا يوم 18 من هذا الشهر.
كانت الإندبندنت قد نشرت روايات مروعة تشبه هذا، أهمها اعترافات لفتاة كانت تعاشر أخاها 15 عاماً.. وبعد أن أنجبا طفلاً لم يعودا يستطيعان البعد والانفصال.
وبالرغم من ذلك ستجد أن النيويورك تايمز قد أجرت هذا الشهر استطلاعا للرأى على عينة عشوائية من 3500 أمريكى خلصت إلى أن: «معظم الأمريكيات يرفضن العشاء مع رجال بمفردهن - لا بد وأن يرافقهن محرم.. علشان الشعوب المتدينة بطبعها بتاعتنا تسكت - انتهت الإحصائية بأن هذهِ النتيجة تعود لعدة عوامل.
1 - التوجه السياسي.
2 - العامل الديني.
3 - مستوى التعليم.
قرار رفض أنجيلا ميركل المصادقة على نتيجة تصويت البرلمان الألمانى الذى صوت بالموافقة على زواج مثليى الجنس.. لم يمنع الأعضاء من رفض القانون.. وبهذا تصير ألمانيا هى الدولة الـ 24 التى تزوج الرجال للرجال والنساء للنساء.. وهذا ما شجع الصحف والمجلات الأوروبية والأمريكية على كتابة تقارير مطولة تكشف بالصور الصادمة كيف يعيش هؤلاء.. ستجد أن الأكثر غرابة وطرافة فى هؤلاء القوم هم طائفة الـ transgendered المتحولون جنسيا.. كانت مجلة Time قد نشرت حوارا مطولاً مع أحدهم.. رجل ينجب صبيا ويرضعه.. يبدو فى الصورة ثدياه الكبيران الممتلئان باللبن الطبيعى وهما متدليان متهدلان كامرأة.. وتبدو لحيته الصفراء الطويلة المشعثة دليلاً على تشعث هذهِ الحياةِ الغريبة المربكة.. فقد كان حين ولد أنثي.. لكنها كانت تحمل مشاعر ذكر.. حين كبر أجرى جراحة تغيير نوع.. ثمّ فوجئ بأنه/ بأنها حامل من صديقه/ صديقتها.. هذهِ القصة فتحت أبواب الحكى الممنوع فى قصص أكثر غرابة.. هذا يوضح لماذا كانت إدارة أوباما حريصة على إعلان المساواة بين الجميع على أساس الهوية الجنسية.. حين أصدرت هذهِ الإدارة السابقة بيانها الشهير بأن المشاعر الداخلية بين الذكورة والأنوثة محميةً من الحكومة.. فى المقابل ستجد رفضا شعبياً أمريكيا متزايداً تجاه هؤلاء.. ستجد عنفاً شعبياً ساحقاً لهم.. وما كانت مذبحة أورلاندو الشهيرة سوى تعبيراً عن هذا الرفض.. الحادثة الدموية التى راح ضحيتها 21 مثليا فى الملهى الليلى الشهير.
هذهِ الحكايا التى استدعى ذكرها زفاف ميسى وعروسه لا تجعلنا نحنُ أبناء الشعب المتدين بطبعه نصدق أنفسنا.. يقيناً داخل مجتمعاتنا العربية التى يغطيها ستر الليل وستر الدين وستر القبيلة وستر القوانين وستر الأسرة وستر النفاق المجتمعى ما يشبه.. نحنُ لا نختلف عن هؤلاء.. فقط نحنُ لا نقول .