الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كيف نتعامل دراميا مع صور المخلوع؟!

كيف نتعامل دراميا مع صور المخلوع؟!


أثناء عرض مسلسل «فرقة ناجى عطاالله» احتج الثوار فى سوريا على انتشار صور «بشار الأسد» فى عدد من الحلقات التى تم تصويرها فى أحد فنادق سوريا والغريب أن الفندق تعرض للانفجار ورغم ذلك ظلت صورة «بشار» تبتسم وتتحدى لهيب النيران!!

 
لا أتصور أن هذا الموقف مقصود من صناع المسلسل و«عادل» تحديداً بينه وبين النظام السورى حالة من البرود ولكن المسلسل مثلما كان محايداً مع صورة مبارك التى شاهدناها فى المسلسل داخل السفارة المصرية فى تل أبيب كان أيضاً محايداً مع «بشار».
 
فى سوريا تنتشر صور وتماثيل «بشار» ووالده «حافظ الأسد» بل وشقيقه «باسل الأسد» الذى كان يتم إعداده ليرث الحكم قبل رحيله.
 
سوريا تفوقت فى هذا الشأن على مصر، ولهذا فإن أى تناول لمرحلة «بشار» لا يمكن أن تتجاهل صوره وهو ما حدث فى مصر عندما تساءل السينمائيون: وماذا نفعل فى صورة مبارك فى السينما.. مثلاً كانت صورة مبارك داخل قسم الشرطة فى فيلم «المصلحة» بطولة «أحمد السقا» و«أحمد عز» وحرصت المخرجة «ساندرا نشأت» على الحياد بينما فى فيلم «حظ سعيد» والذى كانت تجرى أجزاء منه داخل قسم الشرطة حرص المخرج «طارق عبد المعطى» على أن كل الصفعات التى يتلقاها بطل الفيلم «أحمد عيد» كانت تحمل إدانة لمبارك ووظف الصورة درامياً.
 
انتشرت أيضاً العديد من المنتديات - الفيسبوكية - تطالب بحذف صور المخلوع من الأعمال الفنية حتى لا تبقى فى الذاكرة سوى صورته داخل القفص.. أسرفنا فى وضع صورة «مبارك» فى الوزارات والهيئات الحكومية لنفاق الحاكم ولو عقدت مقارنة بعهد «فاروق» لن تجد صوراً للملك مثل تلك التى بدأنا نضعها منذ عهد «جمال عبد الناصر» الكل يحرص على أن يسمى مصر باسمه.. «مبارك» كان يملك مصر 30 عاماً والمنافقون المنتشرون فى كل زمن كانوا يريدون أن يطلقوا على كل شىء اسمه وبعد أن يأخذ وش «مباركى» يضعون وش ثانى «سوزانى» استعداداً لكى تصبح مصر دكانا يرثه «الابن».. صبغوا مصر بهذا اللون المقزز مثل تلك الصبغة السوداء التى لا يزال يحرص على أن تغطى رأسه!
 
حتى أرفع جائزة أدبية تمنح لعقول مصر أطلقوا عليها اسمه ورغم ذلك فإن كبار موظفى وزارة الثقافة فى العهد البائد الذين ساهموا فى تأليه الحاكم يؤكدون أنهم لم يطلقوا على الجائزة اسمه.. الجميع الآن يقولون لا للمخلوع.. بطولة بأثر رجعى!
 
هل نحذف صورة «مبارك» من الأعمال الفنية؟ سألت عقلى فأجاب أن المنطق يقضى لو أن عملاً فنياً تجرى أحداثه قبل خلعه ينبغى أن نتحمل رؤية صورته فى قسم الشرطة مثلاً.. قبل 25 عاماً شاهدنا «عادل إمام» وهو ينظر إلى صورة مبارك فى نهاية فيلم «كراكون فى الشارع» يشكو إليه لرفع الظلم عنه.. ورأينا قبل ثلاثة أعوام «طلعت زكريا» وهو يستجير بصورته فى نهاية فيلم «طباخ الرئيس».. كانت كلها محاولات ترمى إلى خلق صورة ذهنية لمبارك باعتباره المنقذ وكنا نرى فيها تملقا للحاكم.. ينبغى أن نفرق بين المطالبة بنزع صوره من الأماكن العامة وحذف اسمه هو وزوجته من المستشفيات والمدارس والمكتبات وبين أن نتناول عملا فنياً تجرى أحداثه فى نفس المرحلة الزمنية ونحذف فيها اسمه أو صورته!!
 
 

 
ليس من المنطق أن نحذف صورة مبارك من الأعمال الفنية التى يجرى تصويرها الآن لأنها تخاصم الواقع، إلا أن الناس على الجانب الآخر، لا تتقبل أن ترى صورة المخلوع وعلى المخرجين أن يجدوا حلاً فى القادم من الأعمال الفنية للابتعاد كلما أمكن عن صور المخلوع.. أما الأفلام والمسلسلات التى سجلت قبل الثورة فإن محاولة التشويش على الصورة بحذفها أو بالتعتيم عليها فإن كل ذلك سوف يؤدى إلى مزيد من الاهتمام مثلما كنا نفعل فى الأفلام القديمة التى نشاهد فيها صورة الملك فاروق.. علينا أن نتعامل مع صورة المخلوع فى هذه الحالة باعتبارها شراً لابد منه ونتذكر لتخفيف الوطأة لقطاته الأخيرة فى القفص وهو يلعب فى أنفه!!