
هناء فتحى
خالد يوسف قبل الثورة هو خالد يوسف بعد الثورة.. بس أنت بتتغير
تبدو مريبة وعصية على الفهم.. كل ملابسات إنتاج وتصوير وتوزيع فيلم الفضيحة.. القصة والمناظر.. البورنو «المسرب» والمنسوب للمخرج الكبير ونائب البرلمان المصرى «خالد يوسف» كبطل أوحد تشاركه فى المشاهد عدة نساء كومبارس.
ليه ومن هذا الرجل الذى وجد الأفلام على بسطة باب بيته؟ ومن الذى وضعها له على الباب؟ ولماذا هو بالذات؟ وهو به مابه من سمت الوقار والعلم والثقافة والدرجة العلمية؟ ثم زوجته اللى جوه الحكاية!! وكمان الفيلم الهندى الكوميدى اللى حكاه فى النيابة.
لكن تبقى فى الحكاية المشوهة عدة نتائج أولها أنها كشفت وعرت مجتمعا لم يخرج بنتيجة بعد الثورات -التى أذهلت العالم - سوى كونه مجتمعاً داعشياً قاسياً لا يرحم ويستر ويتقي الله.. مجتمع نسى وتناسى أن هذا الرجل خالد يوسف صورنا فى أجمل أفلامه.. فى فيلم تسجيلى بكاميرا من فوق فى السما.. من الطيارة يوم 30 يونيو.. فاكرين يوم أن كنا 30 مليون مواطن نهتف بسقوط حكم المرشد.. طيب وفاكرين لما قالوا علينا فوتوشوب وكان ساعتها خالد يوسف محمولا على أعناق كل هؤلاء الذين «جرسوه» وتقاسموا لحمه حيا ليأكلوه.. دواعش يستطيبون تناول أكباد وقلوب البشر.
أما على مستوى النخبة والصفوة والناس اللى بتفهم والصحافة والإعلام والأمن فأستطيع أن أجزم وأؤكد لك أن الثورات التى أذهلت العالم لم تضف شيئاً لهؤلاء.. لم تغير فكرا ولم تطهر جهازا.. وخالد يوسف بالذات هو أوضح مثال.. خالد يوسف قبل الثورة هو خالد يوسف بعد الثورة!! وتقريبا معظم الذين نهشوا لحمه وجرسوه أثناء حكم مبارك وجمال هم أنفسهم أو من نفس المدرسة أو نفس الجهاز -وإن غيبت الأسباب بعضهم - الذين يفعلون ذلك الآن.
لكن السؤال الحائر والمحير والذى يفرض نفسه على الواقع الآنى بقوة: هل الصحفيون والاعلاميون الذين خاضوا و«لغوصوا» فى سيرة الرجل موعودون بمناصب عليا فى الصحف والمجلات والتليفزيونات زى أيام مبارك كده.. يا دى النيلة.
لم ينس أبناء مبارك ثأرهم القديم مع خالد يوسف يوم أن أنبأتنا أفلامه بثورة يناير وبالتفصيل وكأنه عراف يستطلع الغيب.. ولم ينس جهاز الأمن له تصويره للممارسات العنيفة وغير المسئولة تجاه المواطنين وتجسيده لشخصية «حاتم» رجل الأمن البلطجى.. وكأن خالد يوسف قد قطع رزقهم بسقوط مبارك!! يعنى لو مكنش فيلم هى فوضى كان عاش لهم أحمد عز وحبيب العادلى وصفوت الشريف.
لا الذين نجحوا فى برلمان 2010 سابوه فى حاله.. ولا الذين نجحوا فى 2015 سابوه فى حاله.. نفس الأخلاق والتطلعات وقذارة الحروب رغم قيام ثورات أذهلت العالم والنعمة.. لا الإخوان سابوه فى حاله، ولا الليبراليون سابوه فى حاله.. نجاحه المذهل فى مجلس النواب 2015 أطار عقولهم وأطار النوم من عيونهم.. وأطار ملابسهم فتعروا وبانت سوءات ضمائرهم.
لكن يبقى شيء إيجابي واحد فى الناس البورنو دول.. وهو أن خالد يوسف مخرج كبير كان وسيظل.. بقيت أفلامه.. وذهب مبارك وصحبه.. كما أن الناس يا باشا نتيجةً للثورات التى أذهلت العالم فاهمة الحكاية كلها.. كلها.>