ميريل ستريب.. «الأسطورة الحية» فى مهرجان القاهرة السينمائى

لو لم يعترف أوباما بحبها لكانت أجمل -فلا أحد منا يصدق أوباما- إنها ميريل ستريب التى يفتتح فيلمها مهرجاننا السينمائى فى دورته الـ37، هى النجمة التى تحدت الجميع وبرعت فى صناعة نفسها وصياغة جمال مخاتل ومخالف لكل المقاييس الأنثوية.
ولم لا وقد سمعت البعض منذ مراهقتها ووعيها بتضاريسها الأولى ينادونها بـ«الخنزير».. فقط لأنهم لم يكونوا قد اكتشفوا بعد حلاوة قلبها وابتسامتها.. وأظنهم كانوا عميانا لا يبصرون فهى جميلة الجميلات.. فقط ينتقص منها أن أوباما فى العام الماضى احتضنها وطبع قبلة على خدها واعترف بحبه لها ومنحها (ميدالية الحرية) وهى أعلى نوط مدنى يمنحه الرئيس الأمريكى شخصيا مؤكداً أن الميدالية لا يحصل عليها إلا من يجعل أمريكا أكثر حكمة وقوة وجمالا وإنسانية.
وأتخيل أن أوباما لأول مرة يقول الصدق فلولا السينما الأمريكية ولولا فنانون مثل ميريل ستريب لفقدت أمريكا حكمتها وقوتها وجمالها وإنسانيتها.
افتتح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى دورته الـ37 بفيلم «ميريل ستريب» (ريكى والضوء الخاطف) تشاركها البطولة ابنتها الممثلة الأمريكية «مامى جولى» والفيلم يؤطر ويؤكد على النهج والطريقة التى تنتهجها ميريل ستريب فى الحياة وهى إعلاء شأن الأمومة فى مقابل الشهرة والمال والحب.. أفلام عدة لذات الممثلة انتصرت فيها لأمومتها كالفيلم البديع (جسور ماديسون) بطولتها مع مخرج الفيلم «كلينت إستوود» وكذا فيلمها الغنائى «ماما ميا».
الفنانة التى ترشحت لثمانية عشر أوسكار وحصلت على ثلاثة منها حرصت أن تكون حياتها جائزة خاصة.. فلم تعش مثل كثير من الفنانين أحاسيس زائفة أو مؤقتة.. لقد أحبت رجلا مريضاً بالسرطان عاشت معه حتى مات.. كان هو الممثل الأمريكى الشهير «جون كازالى» وتزوجت بعد موته آخر أنجبت منه أبناءها.
الذين أطلقوا على ميريل ستريب مصطلح (الأسطورة الحية) ما كذبوا ولا بالغوا وأسرفوا أبداً.. فهى كذلك.. مشوارها الفنى والإنسانى يمنحانها ذلك.. يكفى أن تقول لك تلك المرأة فى وجهك: لدى صعوبة فى قبول أولئك الذين لا يحبون الحيوانات.
لكنها لم تبرر لنا حتى الآن قبولها هدية وجائزة من أوباما الذى، يحب الإنسان.