
طارق الشناوي
مخرج «الكيت كات» مسلم أم مسيحى؟
قال لى أحد طلبة كلية الإعلام أثناء تدريسى مادة النقد الفنى هل داود عبدالسيد مسلم أم مسيحى؟
قلت له هل تفرق معك ديانة المبدع فى تقييم عمله الفنى هل أنت موظف فى السجل المدنى؟ لم يجب سوى بكلمة كنت فقط أريد أن أعرف.
يعتقد البعض أن الحب الذى يحمله الناس لفنان أو لاعب كرة تدخل فيه الديانة كعامل مؤثر. فهل أحب العرب لاعب الملاكمة «كلاى» بعد أن أضاف إلى اسمه «محمد على» مشهرا إسلامه أم أحبوه لأنه لاعب ملاكمة استثنائى لم يضاهه أحد حتى الآن.
عندما شاهد الجمهور أنتونى كوين فى فيلمى الرسالة وعمر المختار قالوا إنه أشهر إسلامه وبعد أن تبين أن هذه مجرد شائعات لم يؤثر هذا الأمر على شعبيته عربيا أو إسلاميا.
أتذكر أن «جينا» ابنة نجيب الريحانى أذاعت قبل ثلاثة أعوام فى حوار لها حكاية إسلام أبيها وهو غير صحيح على الإطلاق وهو ما سبق وأن تردد أيضاً عند رحيل «يوسف شاهين»!!
إسلام المشاهير الذين نحبهم صار فى السنوات الأخيرة أحد المظاهر المصرية.. رغم أننا عندما نحب الفنان لا نفتش عن ديانته ومشاعر الحب التى حظى بها مثلا «الريحانى» فى حياته ولا تزال تزداد بعد رحيله لم يدخل الدين طرفاً فيها.. إسلام المشاهير ظاهرة ليست حديثة ولكنها ازدادت فى السنوات الأخيرة والمؤكد لها علاقة بما يجرى الآن من تطرف دينى حيث أصبح الناس يسألون عن الدين أولاً وبعد ذلك يحددون اتجاه بوصلة مشاعرهم.. لقد حدث عند وداع «يوسف شاهين» شىء من هذا عندما طالب البعض تلميذه الأقرب «خالد يوسف» بإظهار وثيقة إسلامه حتى يتسنى لهم إقامة الطقوس الإسلامية فى وداعه بدلاً من الطقوس الكاثوليكية طبقاً لديانته التى نشأ ومات عليها وهكذا كانوا يريدون أن يخرج جثمانه من جامع «عمر مكرم».. لماذا بين الحين والآخر نبحث عن مواقف ونستند إلى وقائع لتأكيد الديانة منها مثلاً أن هذا الفنان كان يقرأ القرآن أو يحتفظ بالمصحف فى بيته وهى بالمناسبة كثيرا منها حقائق إلا أنها لا تعنى بالضرورة إشهار الإسلام.. كان «يوسف شاهين» من عشاق صوت الشيخ «محمد رفعت» بل وطلب عند وداعه أن يخرج جثمانه على صوت «محمد رفعت» وهو يرتل القرآن.. وكان «نجيب الريحانى» يعرف الكثير عن القرآن باعتباره يعيش فى مجتمع مسلم جمهوره أغلبه من المسلمين والأديان تؤثر على عادات وتقاليد الشعوب والضحك باعتباره يستند بالدرجة الأولى على مؤثرات اجتماعية فإن الإلمام بتفاصيل الدين الذى يعتنقه الأغلبية يصبح فى هذه الحالة حتميا.. للأديان فى حياتنا دورا محوريا وهكذا فأنا أتصور مثلاً أن ثقافة «نجيب الريحانى» الإسلامية أحد المحاور المهمة لتفاعله مع الجمهور.. لقد كان «مكرم عبيد» سكرتير عام الوفد الأسبق يستشهد دائماً فى خطبه بآيات من القرآن فهو أحد الكبار الذين امتلكوا ناصية اللغة وله مقولة شهيرة وهى أنه مسيحى الديانة مسلم الوطن.
الملحن اليهودى داود حسنى كان يقول إن الموسيقى والنغم الشرقى باقيان طالما بقى القرآن ولكن لا يعنى ذلك اعتناقه الإسلام.
هل الإيمان بدين هو الطريق للحب لا أتصور أن الناس تتعامل مع مشاعرها بترمومتر دينى والدليل أن المصريين أحبوا «نانسى عجرم» ولم يسألوا عن ديانتها وحقق «جورج قرداحى» نجاحاً جماهيرياً بدون أن نسأل عن الديانة.
لا يمكن أن تحب صوت مطرب لأنه مسلم وترفض آخر لأنه مسيحى.
هل نقيم المخرج بديانته؟ من حقك مثلا أن تحب أفلام داود عبدالسيد أو تكرهها ولكن ليس من حقك أن تعرف قبل أن تحدد إجابتك هل من أخرج «الكيت كات» مسلم أم مسيحى؟.∎