الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سبحة أم هرم!!

سبحة أم هرم!!



 
قال لى: هل فكرت فى ملامح شعار مهرجان القاهرة السينمائى الدولى القادم؟ أجبت: إشمعنى قال لى: المرأة التى ترفع الهرم بيدها اليسرى  لا يمكن أن يوافق عليها التيار  الذى يحكم مصر الآن لا أستبعد أن يطالب البعض بإرتدائها نقابا وربما وجد بعضهم فى ملامح الهرم ما لا يليق أن ترفعه امرأة وسوف يبحثون  عن شعار آخر نرى فيه نقابا على وجهها بينما تُمسك بيدها اليمنى سبحة وفى خلفية الكادر صورة لجامع.
 
 
الشارع المصرى لا يخلو من تلك التعليقات التى تؤكد أن هناك من يريد  ليس فقط تنقيب الفن ولكن الحياة  كلها  ولهذا نقرأ  كثيراً «مسلمين وأقباطا» يعلنون: أعد حقيبتى، الهجرة هى الحل.
 
 المؤكد أن هناك تغييرا نوعيا سنراه فى الحالة المصرية، لن نصل إلى «الطلبانية» ولن يحرم الفن ولا الموسيقى إلا أن هذه الأصوات التى تطالب بكل ذلك يجب أن نتعود على التعامل معها  ومواجهتها بالدفاع  والتمسك  بآرائنا.
 
من يرى أن مصر من الممكن أن تصبح إيران عليه مراعاة فروق التوقيت، الثورة الإيرانية انطلقت بقيادة «الخومينى» مدعمة بثقافة شريط الكاسيت الذى يعنى رسالة من قائد إلى شعب خاضع بينما  عصر الفضاء والإنترنت ألغى رسالة الإذعان، وفرض التفاعل ما كان من الممكن حدوثه قبل 33 عاماً صار الآن هو المستحيل.
 
دعوات تحجيب الفن ليست وليدة هذه الأيام ومطالبة الرقابة بضرورة التشدد كثيراً ما رأيناها فى العقود الأخيرة، بل هناك من يدعو لتقديم  أعمال فنية طبقاً للشريعة  أو ما يعتقدون أنه كذلك ولهذا تجد من  يدعمون الاتجاه لانتاج اغانى بدون موسيقى بحجة  بليدة وهى أن الآلات الوترية حرام شرعا.
 
 أيضا هناك  مشروعات مثل حياة  «حسن البنا» الذى أعدته شركة إنتاج إخوانية  فى  نهاية 2010 وعقدوا مؤتمراً صحفياً وقالوا إنه فيلم أولاً ومسلسل ثانياً بطولة «رشيد عساف» رداً على مسلسل «وحيد حامد» الذى لعب بطولته «إياد نصار» ورصدت الأموال ثم لم يقدم المسلسل حتى الآن وأظنه لن يقدم. العمل الفنى ليس فقط إرادة فكرية ولكنه معادلة اقتصادية لن ينتج أحد  فيلما أو مسلسلا بدون انتظار عائد.. الغريب أن رشيد عساف مسيحى الديانة وأغلب الظن أن من رشحوه لدور حسن البنا لم يكونوا يعلمون ذلك فلا أتصور أن  لديهم رحابة فكرية ليسمحوا بأن يلعب دور البنا ممثل مسيحى.
 
ما هو موقف الفنانين فى مصر؟ سوف يرحب بعضهم بالعمل فى  شركات الإنتاج الإخوانية التى سترفع شعار الفن الإسلامى، ولكن الأمر سيظل فى النهاية مرتبطاً بإرادة الجمهور، هل يقبل الناس على عمل فنى لمجرد أن البطلات محجبات.. الأعمال الدرامية التى نجحت لم يكن الحجاب هو العامل المؤثر للنجاح.. الأغنية الدينية لا يرددها الناس لمجرد كونها دينية والدليل أن عشرات من الأغانى الدينية حققت فشلا ذريعا. العمل الفنى ينجح مع الناس بما يحمله من جمال هذا هو الفيصل، والفنان من الممكن أن يقدم أعمالاً دينية ووطنية وعاطفية ويظل الأمر مرتهناً بالإبداع فأنت من الممكن أن تغنى  مع شادية «ادخلوها بسلام آمنين» و«يا حبيبتى يا مصر» و«إن راح منك يا عين ح يروح من قلبى فين» الفن هنا هو الذى يكسب.
 
المرأة التى ترفع الهرم لا تسىء فى شىء للإسلام  ولكن من يريدون وضع السبحة فى يدها هم الذين لا يدركون عظمة الإسلام !!
 
«أسامة سلامة» أحد الكتاب الصحفيين النادرين فى الجمع بين الموهبة المهنية ودماثة الخلق على مدى تجاوز العام بشهرين أو ثلاثة كان يجلس على  مقعد رئيس التحرير، وطوال هذه المدة كنت أحرص على أن أكتب باب «كلمة ونصف» بانتظام وكان الرجل يحرص على النشر بانتظام ولم يحدث أن اعترض على نشر رأى. لم يسع أسامة لكى يصبح رئيسا للتحرير ولكن جاءه الموقع  فى توقيت حساس عاشته مصر ولاتزال، وكان الرجل على قدر المسئولية المهنية والسياسية. الآن غادر «أسامة» موقعه شامخا، وأستطيع أن أكتب عنه اليوم بدون حساسية لأحيى تجربة وقلما وموقفا!!