
طارق الشناوي
الأخت «حنان» تنتصر للأخت «تريزا»!!
واجهت «حنان ترك» ولا تزال هجمة شرسة على «النت» كل ذلك لأنها وافقت على أداء دور «الأخت تريزا» الراهبة وارتدت الصليب وقرأت بعض آيات من الإنجيل فى المسلسل الذى كتبه « بلال فضل » ويخرجه «حسام الجوهرى».. وصل الأمر لتكفيرها وما أدهشنى وأسعدنى فى نفس الوقت أن «حنان» لم تتراجع ولم تختر المهادنة لهذا التيار الذى يبدو لى وهو يحاول أن يقيد الفكر والفن وينظر بعين قاسية وقاصرة لا ترى سوى ما تحت قدميها ولا تعرف حقيقة الدين ولا قيمة ودور الفن.. جزء منهم كان مصفقاً ومشجعاً لحنان ترك عندما ارتدت الحجاب ورفضت التمثيل بغيره ووجد فى تلك المواقف ما يعضد نظرته التى تُحرم الفنون كلها واعتبر أن حجاب « حنان» خطوة على الطريق.
«حنان» بطبعها لا تتخذ قرارها فى العمل الفنى إلا بعد أن تطمئن أولاً إلى مشروعيته الدينية وكثيرا ما صرحت بأسماء الشيوخ الذين تستنير بآرائهم فى مثل هذه الأمور وبرغم أننى اختلف مع حنان فى إصرارها على تلك المرجعية الدينية لأنه فى أحوال الدنيا يكفى أن تستفتى قلبك.
فى العام الماضى حدث شىء مشابه أدت «حنان » دور مأذونة فى مسلسل «نونة المأذونة» وبعد أن ارتدت العمامة ونشرت الصور فى الجرائد هناك من همس فى أذنها لكى تتوقف عن ارتداء هذا الزى واعتبروه يحمل سخرية بما لايليق بإلاسلام وهكذا تخلصت «حنان» من« العمة» أثناء تصوير الحلقات وإن كانت الصورة التى استقرت فى الأرشيف الصحفى والتليفزيونى وظلت هى الدلالة المباشرة على «نونة» هى ملامحها بزى المأذونة الشائع الذى رسخت له أفلام الأبيض والأسود.. لم أتحمس لهذا المسلسل ولا إلى الحالة الكوميدية المفتعلة ولا حتى إلى أداء «حنان » ولكن هذه قصة أخرى.المؤكد طبقاً لطبيعة «حنان » أنها قبل أن تؤدى دور الراهبة تريزا سألت وحصلت على المباركة الدينية مثلما فعلتها فى «نونة» إلا أنها لم تتحمل الانتقادات فخلعت زى المأذونة ولكنها هذه المرة مع «تريزا» قررت أن تواجه ولم تخضع للابتزاز وظلت محتفظة بالصليب على صدرها وهى تقرأ آيات من الإنجيل.
«حنان» هى الوحيدة بين النجمات المحجبات التى تسند لها أدوار البطولة المطلقة فى الأعمال الدرامية.. «صابرين» بالطبع تحتل مكانة مميزة وهى مثلاً تلجأ إلى حل درامى يبدو مضحكاً عندما يتطلب الأمر خلع الحجاب فهى تضع باروكة على الحجاب ورغم ذلك فإن «صابرين» قد تشارك فى بطولة مسلسل ولكن طبقاً لقواعد السوق الدرامى لا تصنع لها مسلسلات.
«حنان» من الواضح أنها اختارت «تريزا» لتقدم شخصية راهبة قبطية وفى ظل ما نراه من قراءة خاطئة للدين عند البعض الذى يعتقد أن اعتناق الإسلام يعنى رفض كل من يؤمن بدين آخر برغم أن الإسلام أكثر رحابة فى تقبل كل الأديان من بعض من يعتنقون الإسلام.
هل نُخضع الفن إلى تلك النظرة المتطرفة التى بات عليها البعض حيث يحكمون على العمل الفنى وعلى الفنان من منطلق دينى؟! أغلب الناس فى تعاطيها مع الفنون لا أتصور أنها تضع خانة الديانة كمؤشر على الحب أو أن الحجاب على الرأس يؤدى بالضرورة الى مزيد من الجماهيرية والدليل أن القطاع الأكبر من الفنانات اللاتى تحجبن أو من يرفعن شعار الالتزام لم يتغير موقعهن على الخريطة تستطيع أن تجد أن ذائقة الناس لا تزال تضع الفن والإبداع أولاً.
الرهان أراه الآن على الناس أو القاعدة العريضة منهم هى التى سوف تحدد الموقف.. نعم الدراما تتردد عندما تقترب من الشخصية القبطية. المشاهد سواء أكان مسلماً أم قبطياً يتعامل بشىء ما من الحساسية، وهناك فيما يبدو قدر من التحفظ المشترك نظراً لغياب الأقباط القسرى عن الشاشة على مدى سنوات بعيدة.. المؤكد أننا هذه المرة بصدد شخصية تفرض الدراما طبيعتها المثالية، ولكن بالطبع هذا لايكفى لكى نتعاطف مع المسلسل.. الأهم أن يصدقه الناس على الشاشة.
« حنان ترك » تضرب هذه المرة مثلاً لفنانة تعرف ربها ودينها ودورها فى المجتمع انتصرت الأخت حنان للأخت «تريزا».
حنان ترك