
هناء فتحى
مصر بلا سيدة أولى
مرسى أم شفيق.. لا فرق.. الفرق الفارق أننا سنعيش ولأول مرة عهدا رئاسيا بلا مسمى «سيدة مصر الأولى» فأحمد شفيق أرمل ومحمد مرسى أحد أبناء الجماعة لن تكون زوجته سوى الجماعة أو الحاجة أو المدام فى أقصى تقديرات للبروتوكولات الرئاسية.
بل تخيل معى لو أتانا زمان سعيد وكان للرئيس فيه عدة زوجات؟ ناهيك لو سرح بك خيالك المريض والمتربص والتآمرى وكان بقصور الرئاسة محظيات وجوار يلعبن فى الخطط وأدمغة الرجال ويعدن عهد أقطاى وأيبك وشجرة الدر؟
سيبك من ده كله وافرح معايا وقول إننا فى أول مرة من تاريخنا لن تكون لدينا السيدة الأولى أو الهانم.. ولن تجد الصحافة الوحشة الصفرا ولا وسائل الإعلام المسمومة أخبارا مثل ما هو بيت الأزياء الذى تفضله السيدة الأولى.. ولا مقاس جزمة الهانم.. ولا نوع العطر الذى يفوح من جسدها.. لن تكون هناك وزارات تتخيرها السيدة الأولى..ولا وزراء يعملون سكرتارية للهانم.. ولا جمعيات خيرية ذات دعم وتبرعات تدخل فى حساب الهانم وكله فى حب مصر.
ولو جاءنا زمان ان تعددت فيه فعلا زوجات السلطان من منهن ستكون هى السيدة الأولى؟ هل هى الزوجة الأولى أم المرأة الجميلة؟ أم الأنثى الأصغر سنا؟
ويبقى السؤال الأكثر حيرة ووجعا هل ستظل المرأة المصرية رهينة الوجود الفعلى لزوجة الرئيس؟ المرأة المصرية صاحبة أكبر عدد فى ميادين التحرير وطوابير الانتخابات متى ستصنع ثورتها الخاصة؟ متى ستخرج من طوابير الحريم وسجون الحرملك؟ ومتى ستقتفى أثر نساء رائدات ورائعات قُدن الحركات الوطنية وانتزعن لأنفسهن مكانة عظيمة فى التاريخ والأوطان.
لماذا لا تخطط المرأة المصرية لتصبح رئيسة للجمهورية ويصبح زوجها هو السيد الأول أو الحاج مثلا يعنى؟ ألم تكن فى حياة «نفرتيتى» و«كليوباترا» وحتى «شجرة الدر» أسوة حسنة؟.