الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«678» وحق عربعند المتفرج المصرى!

«678» وحق عربعند المتفرج المصرى!


فيلم « 678» إخراج وتأليف محمد دياب يعرض الآن فى فرنسا ويحقق ضعف إيرادته التى وصل إليها قبل عام ونصف فى مصر، هل العيب فى الجمهور المصرى أم أن الفيلم يتحمل المسئولية؟!
 

 
عبارة موحية رددها الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» فى نهاية الثمانينيات قبل سنوات قليلة من رحيله عندما سألوه عن حال الغناء فأجابهم قائلا: المستمع الآن الله يرحمه.. ورغم ذلك فإن هذا المستمع الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى كما قال «عبد الوهاب» ظل الموسيقار الكبير يلحن له حتى آخر نبضة فى حياته وقدم له «من غير ليه» بصوته ثم «أسألك الرحيل» بصوت نجاة.. أكثر من ملحن بعد عبد الوهاب اقتبس نفس المعنى مع تغيير فقط فى الكلمات عندما يسألونهم لماذا لا تلحنون الآن وأين الجماهير من ألحانكم؟ يقولون: جهاز استقبال العمل الفنى أصبح دون المستوى يقصدون بالطبع الجمهور.. تحمل هذه العبارة هجوما حادا على الناس، كما أنها فى نفس الوقت تؤكد تعالى الملحن عن الوصول إلى جمهوره.
 
هل حقاً أن جهاز استقبال الجمهور أصبح لا يميز بين الغث والسمين أم أن بعض المبدعين عجزوا عن فك «شفرة» هذا الجيل فاعتبروا أن المستمعين دون مستوى ألحانهم أو بتعبير أدق إبداعهم فى كل المجالات أغنيات وأفلاما ومسرحيات.. دائماً لكل جيل مفردات فى الحياة وأسلوب التخاطب وأحلام وآمال، ولهذا تتغير لغة الحوار، تولد كلمات وتموت كلمات والفنان حتى يظل على الموجة مع الناس عليه أن يستقبل كل هذه المتغيرات قبل أن يرسل إبداعه إلى جمهوره.. الفنان إذا توقف عن الاستقبال يجد نفسه وكأنه بمفرده فى صحراء يتحدث ولا أحد يجيب يصرخ بلا صدى.. لا شك أن الزمن يلعب دوراً سلبياً فى جهاز استقبال الفنان حتى يصبح قادراً على استيعاب مفردات الحياة ولكل ما هو جديد، كما أن الزمن يخصم أيضاً منا أهم ما فى الإبداع وهو اقتحام المجهول أقصد روح المغامرة التى هى سر الإبداع.. الفنان كلما تقدمت به السنوات بات غير قادر بدرجة ملحوظة على الاستقبال، كما أنه يفضل ما تعود عليه واختبره من قبل فيرسله لجمهوره بدون أن يعرف طبيعة الجمهور مع يقينى بالطبع بأن بعض الفنانين الكبار استطاعوا مع مرور الزمن الحفاظ على تجددهم وتواصلهم مع الجمهور فكانوا أكثر شباباً حتى من المبدعين الشباب.. الأصوات الحالية لا تستطيع أن نعتبرها مجرد حناجر غير قادرة على إيصال الإحساس.. لا شك مثلاً أن أنغام، شيرين، إليسا، نانسى، عمرو، راغب، فؤاد، صابر، وائل جسار، رامى عياش، جنات... وغيرهم يملكون إحساساً وينفذون إلى قلوب الناس وهم بحاجة إلى نغم صادق وعصرى يرتدى زى هذا الزمن.. لا أتصور أن المستمع - الله يرحمه - كما قال «عبدالوهاب» هو المسئول ولا نستطيع أن نتهم جهاز استقباله بالعطب، ولكن على كل فنان أن يعرف أولاً هل لايزال قادراً على استقبال كل ما هو جديد.. وبعد ذلك يتأكد هل لايزال قادراً على استيعاب كل ما هو جديد أم أنه يعانى من التشويش؟!
 
حتى يستمر الفنان فى العطاء عليه ألا يتهم الناس فى ذوقهم، ولكنه يسعى لكى يخاطبهم فنياً بنبضات ومفردات عصرهم.. العيب فى أحيان كثيرة نكتشف أنه كان فى الفنان بعد أن توقف جهاز استقباله عن اكتشاف شفرة الإبداع الجديدة وتحول فقط إلى جهاز إرسال، ولكن لا أحد يتجاوب أو يردد ما يرسله!
 
لماذا لم يصل فيلم «678» للناس؟ هذه المرة الأمر مختلف جداً لأنه فيلم ينضح بروح شبابية وأبطاله شباب ومخرجه يقدم أولى تجاربه ويلتقط قضية التحرش التى نعايشها فى الشارع، ولكن لعب نمط المشاهدة السائد دورا سلبيا فى إقبال الناس.
 
المتفرج يقطع التذكرة للفيلم من خلال تعاقده المسبق مع نجومه، وهذا الفيلم بطولة بشرى ونيللى كريم وأحمد الفيشاوى وهم ليسوا من نجوم الشباك، أما فى فرنسا فإن ما يعنيهم هو الفيلم وأداء أبطاله أمام الكاميرا وليس قدرتهم على الجذب الجماهيرى .. أتصور أن الفيلم له حق عرب عند المتفرج المصرى!.