
هناء فتحى
أداء نيللى كريم أنفع من مواعظ بعض الدعاة
مقدمة أولى:
مقدمة لابد منها قبل الدخول إلى تقييم وحصر الأداء الأفضل والأسوأ فى دراما رمضان.. مقدمة تتعلق بالعنوان (إلا الفن يا مولاى) العنوان المستعار من عنوان الديوان الشعرى الأشهر «إلا الشعر يا مولاى» للشاعر المصرى الأروع «فتحى سعيد»- وصاحب قصيدة «أحبه كثيراً» التى غنتها «فايزة أحمد»- حيث استبدلنا هنا لفظة «الشعر» بلفظة «الفن».. حيث لا فرق يا مولاى.. لا فرق.
ومع تزايد الهجمة الفجائية غير المفهومة على الفن قبل بداية شهر رمضان ثم تناميها رويداً رويداً حتى علت واستفحلت وصارت صراخا وعويلاً وندبًا ومناحة على الميت اللى هو الفن!! شوف إزاى؟ متجسدا فى مسلسلات رمضان الذى ولى منذ يومين باعتباره قلة أدب .. ولا أعلم صدقا إن كانت تلك الهجمة ستستمر معنا وتمتد وتنتشر وتتوغل لتصل إلى السينما والمسرح والفن التشكيلى والرواية والشعر والعياذ بالله؟
مقدمة ثانية:
من يستطيع فى حضرة مسلسل (تحت السيطرة) أن يسرد ويفرز ويقيم من هو المسلسل الأفضل ومن هو الأسوأ فى مجمل دراما رمضان؟ حيث إن (تحت السيطرة)- يا مولاى- لا ينافس إلا «تحت السيطرة»، فالمسلسل ينافس نفسه فقط.. مسافة بعيدة بينه وبين الآخرين.. حيث يتجسد فى هذا العمل كل أسباب الاكتمال الفنى.. بل والأخلاقى كمان علشان بتوع المقاطعة ميزعلوش.
أتخيل أن تحت السيطرة بكتابة مريم نعوم وأداء نيللى كريم هو أكثر نفعا من مواعظ شيوخنا الأفاضل وهو أكثر أدباً وتأدبًا من كل أدعياء الفضيلة.. أما فنيا فتعالى بقى علشان نتكلم فى الفن يا مولاى.
تقدر تشاور لى على ممثل واحد فى العمل ده لم يكن بطلاً متوجا حتى ولو بتلات أربع مشاهد بس!! لأ، وكلمنى كمان واستفيض عن روعة مدير التصوير، وعظمة وذكاء المخرج وسيطرته على كل مفردات العمل المرهق جدا حيث بعض ممثليه يقفون أمام الكاميرا -عظماء- لأول مرة، وبعضهم كان ممثلاً سابقاً لكنه راح ليسابق نجوم السما فى بريقها الأخاذ وصار اسمه «أحمد وفيق».. ولا تنسى أن تخلع القبعة للمؤلفة التى ذاكرت كويس واعتمدت على مراجع ومشاهدات وحكايات ثم قدمت لنا تحفتها الجديدة تحت السيطرة.
كل هذه المقدمات لا تنفى ولا تجحف حق آخرين قدموا أعمالاً فنية جيدة وآخرين قدموا أعمالاً متوسطة وآخرين قدموا أعمالاً سيئة وآخرين قدموا أعمالاً مسيئة للفن والذوق والضمير، ويبقى كل هؤلاء خارج مضمار السباق مع مسلسل تحت السيطرة.. وبالرغم من وجود بعض الأعمال المسيئة التى دون المستوى إلا أننا ضد المنع وضد الحجب وضد الرقيب.. فالفن كله مباح لأنه «فن»!! والفن إبداع خارج السيطرة .
لقد قالها الشاعر الكبير فتحى سعيد قديما محذراً الوالى والملك والسلطان: إلا الشعر يا مولاى.. وها نحن نكررها واضحة فى عين الشمس وعين الغول الحمرا: إلا الفن يا مولاى.∎