
هناء فتحى
هيفاء الأفضل.. وفيفى وسمية.. أوسكار أسوأ تمثيل
ورغم أننى كنت ومازلت وسأظل أرفض الدعوة التى رفعها البعض على شبكات التواصل الاجتماعى قبل بداية رمضان لمقاطعة مسلسلات هذا الشهر، مثلما أرفض دعاوى الظلاميين على مر الأزمنة وفى كل بقاع الدنيا التى تفرخ أدعياء الدين والحق والجمال بمقاطعة الفنون والثقافات، مهما جنحت ومهما شطحت ومهما ارتدت، حيث لا مقاطعة.. لا مقاطعة.
لكنى أعترف أننى كدت أنقلب وأتراجع مرات عدة، حدث هذا تحديداً وفقط كلما كنت أشاهد -مرغمة مجبرة مضطرة- أداء الفنان «حسن حسنى» المتراجع - أو المستظرف - فى المسلسل البديع تصويرا وتمثيلا وإخراجا «مريم».. وأظنه مع أحلام الجريتلى كانا معا سقطة المسلسل الوحيدة ووددت لو منحناهما - تشجيعاً -جائزة «الأسوأ»، فلربما جائزة الأسوأ خير من 1000 مقاطعة.
ولأنك وأنا معك لن نمحو حسنات المسلسل العديدة بجريمة حسن حسنى، تلك الحسنات المتمثلة ليس فقط الإخراج المبهر لمخرجى العمل «محمد على» و«كمال منصور» بل أيضاً للأداء الممتع لهيفاء وهبى التى أجادت تمثيل شخصيتى الأختين «مريم» و«ملك» بكل تناقضات واختلافات تركيبة وسلوك الشخصيتين.. بالرغم من عدم وجود فروقات شكلية بارزة بين ملك ومريم، إلا أن سيطرة هيفاء عليهما لم يترك المشاهد أبدا فى حالة ارتباك أو التباس.. أضف إلى ذلك كله أداء خالد النبوى البسيط والمحسوبة انفعالاته لشخصية رجل الأعمال ماسك زمارة رقبة البلد واللى فيها واللى بيحكمها فى إيديه، هذا وقد لعبت العديد من مسلسلات رمضان على وتر حكايات رجال الأعمال والنظام السياسى فى مصر.
∎ نعود ونتساءل: ما هذا الذى يفعله بالضبط حسن حسنى فى مسلسل مريم لا دى كوميديا جديدة يا ترى ولا شوية نكت قديمة بايخة على قهوة بلدى؟
خرج حسن حسنى بالشخصية إلى خارج إطار الدور كما كان يجب أن يكون، فلم يكن بارعا-كعهده- ولا مقنعا كونه يؤدى شخصية العم الطامع الطماع المستبيح لنفسه ولزوجته أموال اليتامى، فكان يلقى بالنكات والإيفيهات «الواقعة» بلا مبرر، وأحياناً كان وهو يعامل مريم الخرساء ببلاهة وعته وبساطة من يتعامل مع طفلة وليس مع امرأة عاقلة رشيدة فقدت النطق لفترة إثر صدمة ما، هذا النوع من الأداء التمثيلى العجيب جعل «حسن حسنى» هو من يوقع نفسه فى شرك البلاهة والاستظراف والاستسهال، ونحن لم نضحك.. وأنت لا تعرف إجابة سؤالك الحائر كيف سمح المبدع والقدير بشدة المخرج محمد على بكل حالة الشرود الفنى عن السكة المنطقية لدور حسن حسنى؟! طبعاً أنا لست ضد الارتجال بشرط أن يكون على المسرح، ولست ضد أن يمتلك الممثل التليفزيونى والسينمائى أدواته الخاصة ورؤيته حتى ولو خرجت عن نص المؤلف وصرامة المخرج، لكن ما فعله «حسن حسنى» يجب أن يراجعه مع نفسه وهو الفنان القدير صاحب الأدوار المميزة.
ولا أستطيع أن أحرم شرف جائزة الأسوأ عن «فيفى عبده» و«سمية الخشاب» بطلتى مسلسل «يا أنا يا إنتى» نفس مدرسة الأداء سبحان الله، ونفس الإيفيهات الواقعة البايخة يا أخى، ناهيك عن الأداء اللى على قده والعمل اللى على قده.. لهذا يستحق الثلاثة فى رمضان هذا العام وعن جدارة وجسارة جائزة الممثل الأسوأ مثالثة.∎