
هناء فتحى
حالة سطو.. وحالة تلبس
أعترف بأننى لم أشاهد من قبل المسلسل الأمريكى الشهير لعبة «العروش» حلو؟ مش عارفة. وأعترف أننى أخطأت حين أحسنت الظن والنقد المكتوب - فى العدد السابق من مجلة روزاليوسف - بالمسلسل المصرى الرمضانى اليومى «العهد» والمعروض حالياً على شاشة إحدى الفضائيات المصرية.
وأعترف أن «العهد» المصرى ليس سوى تمصير فاضح ودقيق لـ«لعبة العروش» الأمريكى، فيما يشبه حالة السطو المسلح المنقول نقل مسطرة وإن كان عاجبك.. حلو؟ مش حلو.
طيب ماذا عن مسلسلى العامين السابقين: «نيران صديقة» و«السبع وصايا»؟ وهما لنفس المؤلف والمخرج صاحبا «العهد» أدرى؟
يا أخى ده حتى إعلان «بيبسى» اللى عاجبنا ومكسر الدنيا فى رمضان هو كمان مسروق - سطو مسلح - من فيديو كليب لأغنية أمريكانى!! والأغنية تحمل عنوان Safe and Sound) لفريق Capital Cities) والأغنية الصادرة عام 2013 لها ذات الفيديو وذات الفكرة التى لطشها إعلان بيبسى.. الفكرة التى تقوم على عودة الفنانين النجوم -الأموات - من رقدتهم الأبدية تحت التراب ليطلوا علينا بوجوههم المحببة فى كولاج بديع يضم شخصيات فنية لا تزال حية.
ولأن رمضان لم ينته منه سوى نصفه.. ولأننى لا أعلم إن كانت باقى المسلسلات المعروضة هى من صنع إيداى وحياة عيناى؟ فلن أناقش تلك الأعمال بشكل نقدى الآن - على الأقل - لكن أستطيع أن أشير إلى بعض الفنانين إشارة إعجاب ورضى، أجادوا تقمص أدوارهم حتى ولو داخل مسلسلات يمكن تكون مسروقة!! مش عارفة لسة.. فنانون أستطيع أن أوزعهم إلى قسمين:
قسم منهم كانوا بالنسبة لى مفاجأة.. وقسم آخر كانوا بالنسبة لى توقعا.
أما القسم الأول فقد حصل عليه بامتياز خالد النبوى وأحمد وفيق.. النبوى فى مسلسل مريم.. ووفيق فى مسلسل تحت السيطرة.
أما القسم الثانى فقد حصل عليه بجدارة نيللى كريم وسلوى خطاب.. نيللى فى مسلسل تحت السيطرة.. وسلوى فى مسلسل العهد.
تخلى خالد النبوى عن الطوق الحديدى الذى كان يكبل ملامح وجهه وانفعالاته.. وبدا سلسا منسابا عذبا.. ودبت فى عينيه حياة، لا تشنج ولا انفعال زائد مصنوع.. ولا افتعال.. أجاد دور رجل الأعمال صاحب القرار السياسى واللاعب الحقيقى الخفى فى السياسة.. نضج خالد النبوى واستحق مقعد بطل أول.
أحمد وفيق فى مسلسل تحت السيطرة كتلة إحساس ومشاعر فياضة بدت واضحة فى انفعالات وجهه ودموعه وتهدج صوته صعوداً وخفوتا.. كمقطوعة موسيقية أخاذة.. خاصة فى تلك المشاهد الخاصة بالإدمان التى جمعته مع زوجته بالمسلسل.. وأتساءل: هل هى عدوى نيللى كريم؟ هل كرفت عليه من تلقائيتها وعظمتها فى ذات العمل الذى جمعهما سويا؟ ربما.
نيللى كريم تفوقت على نيللى كريم، كانت صاحبة الإحساس الصح والصادق.. وجمعت كل معانى الضياع والأسى والغرام فى ملامح وجهها المرهق، نيللى كريم فى تحت السيطرة هى خارج سيطرة كل منافس لها.
سلوى خطاب المتألقة الرائعة دائماً المبهرة فى أى دور ولو كان قصيرا، تصبح هى البطلة ولو بمشهد.. ولو بطلة، ولو كانت كومبارس.∎