الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى انتظار بيان جماعى للموقعة؟!

فى انتظار بيان جماعى للموقعة؟!


من المؤكد أن هناك إجماعا من فريق العمل الذى شارك المخرج يسرى نصرالله فى رفض عرض فيلم «بعد الموقعة» فى إسرائيل.. عبروا عن ذلك بالتصفيق الجماعى الذى شاهدناه فى القاعة فى أعقاب المؤتمر الصحفى للفيلم عندما قال «يسرى نصر لله» معقبا عن سؤال من صحفى إسرائيلى هل تعرض فيلمك فى إسرائيل قال له لا، ولهذا أرى أن الخروج من هذا المأزق الذى بات فيه الفيلم وأصبح هو الغذاء اليومى للإعلام العربى فى أعقاب اكتشاف منتج صهيونى شارك فى تمويل الفيلم هو بيان جماعى وعلى وجه السرعة يصدر من كل العاملين يرفضون عرض الفيلم فى إسرائيل.
 
يجب أن نضع أمامنا ثلاثة عناصر ونحن نقرأ فيلم «بعد الموقعة» وبكل تداعياته أولا مشاركة الفيلم رسميا فى كان، ثانيا المستوى الفنى للفيلم، ثالثاً اكتشاف أن منتجا صهيونيا شارك فى التمويل.
 
أولاً صفقنا جميعاً ليس للفيلم ولكن لمشاركة مصر بعد 15 عاماً فى المسابقة الرسمية بعد أن ظللنا طوال السنوات الأخيرة نلعب لعبة سخيفة وهى «السلم والسجادة» نصعد على سلم قاعة «لوميير» بعد أن أجرناه لنرى عليه عدداً من كبار نجومنا وكأنهم يؤدون مشهداً فى عمل فنى، وهكذا تابعنا «عادل إمام» و«محمود عبدالعزيز» و«ليلى علوى» و«يسرا» وغيرهم وهم يشاركون فى تلك التمثيلية سنوياً، حتى جاء «بعد الموقعة» لنصبح أمام حقيقة.. فنانون مصريون يشاركون رسمياً فى المهرجان!!
عندما عرض الفيلم قبل أسبوع كتبت رأياً سلبياً فى هذه المساحة حيث جاءت النتائج بعيدة عن التوقع برغم أننى شاهدت الفيلم مرتين، الأولى فى عرض محدود بنسخة قبل الاستكمال النهائى قبل المهرجان بأقل من أسبوع، ثم شاهدته مجدداً فى أول أيام المهرجان وهناك بالتأكيد فارق بين المستوى الفنى للفيلم ووجهة النظر الفكرية التى يتبناها.. أوافق على الفكر وأرفض التناول الفنى.
 
أثناء المؤتمر الصحفى جاء موقف «يسرى نصر الله» المعلن والرافض لعرض الفيلم فى إسرائيل لا يحتمل الشك وهو يعزف على وتر كلنا نردده وهو لا لإسرائيل التى تريد أن تنزع عنا آخر أسلحتنا وهو المقاطعة الثقافية.
 
اكتشاف اسم الممول الفرنسى «جورج مارك بنامو» والذى روى لنا العديد من العرب المقيمين فى فرنسا كم كان معادياً لكل ما هو عربى وأن سياسة «ساركوزى» التى تحمل عنصرية تجاه العرب لعب «بنامو» القريب من «ساركوزى» دوراً محورياً فى تدعيمها ورغم ذلك فإن هذا لم يمنعه من إعلان عزمه على تقديم أفلام تتناول ربيع الثورات العربية!!
 
الزميل الناقد «أحمد عاطف» على صفحات الأهرام أشار إلى عدد من مواقف «بنامو».. المؤسف الآن أن الفيلم كما تردد فى أكثر من جريدة تم بالفعل بيعه إلى إسرائيل صحيح أن «يسرى» من حقه أدبياً الاعتراض وهو أعلن ذلك واضطر بعد ذلك إلى التأكيد بأن لديه أصدقاء فى إسرائيل وهذا من الممكن تفهمه وليس تقبله.. المنتج الصهيونى يغازل الإعلام العربى قائلاً: إنه سعيد بثورات الربيع العربى.. هل تسعد إسرائيل حقيقة بتحرر العرب وانتزاعهم لحريتهم؟ المنتج الصهيونى لا يمكن أن نصدق أنه حسن النية فى توجهه حتى لإنتاج أفلام تُشيد بثورات الربيع.. سبق وأن صرح «يسرى» فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد عرض الفيلم أن إسرائيل لم تسعدها ثورات الربيع فكيف تأمن بعد ذلك لثورات خلعت حكاماً كانوا يهادنونها ويعيدون لها الجواسيس استرضاء لها ويبيعون لها الغاز بأبخس الأسعار ويفرطون فى دماء زكية أريقت وهى تدافع عن الأرض والعرض؟!
 
 الحقيقة قبل أن تختلط الأوراق هى أن «يسرى» كان واحداً من الفنانين الذين شاهدتهم فى ميدان التحرير ليلة 25 يناير، وآراؤه قبل الثورة معلنة وموثقة فى رفضه لفساد «مبارك» وللتوريث واختلافى حول الفيلم فنياً لا يعنى أن نشكك فى نواياه الفكرية!!
 
أتذكر أن فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين واجه نفس المأزق قبل 18 عاماً فهو إنتاج مشترك مع شركة فرنسية.. الفيلم عرض فى إسرائيل وأشارت الصحافة المصرية والعربية وقتها إلى ذلك وهو ما دفع المخرج الكبير إلى أن يعلن اعتراضه فى بيان منسوب له ولفريق العمل ولكنه لم يكن يملك من الناحية القانونية منع تلك الجريمة.
 
على «يسرى» وكل المشاركين فى الفيلم أن يسارعوا بإصدار بيان جماعى يبرئون فيه ساحتهم من عرض الفيلم المصرى قريباً فى تل أبيب.
هذا هو الحل الوحيد الذى أراه ممكناً لإيقاف معركة النزيف الفكرى والسياسى الذى بدأت أستمع إلى طبولها فى الإعلام المصرى والعربى؟!