
هناء فتحى
كباريه الحروب الصليبية
لأنه يحب تلك البلاد التى لا تحبه - حيث القطة لاتزال تأكل أولادها- يجوب الفنان المصرى السكندرى «وائل شوقى» بعرائسه المدهشة أنحاء المعمورة ولا يحط هنا فى مصر أو فلسطين أو أى أرض عربية!
لكنه هناك فى نيويورك الآن منذ 31 يناير الماضى وحتى آخر أغسطس الآتى يقدم عمله الرائع والمثير (كباريه الحروب الصليبية) على مسرح داخل أحد أكبر المتاحف بحى «كوينز» فيما يعرف باسم مسرح عرائس الحروب.. ومن خلال استخدامه لتقنية الفيديو ثلاثى الأبعاد يحكى ملحمة الحروب الصليبية من منظور ووجهة نظر عربية خالصة - منتصراً لمآسينا - مستلهما عمله من كتاب (الحروب الصليبية بعيون عربية) للمؤرخ اللبنانى «أمين معلوف» وموضحا بعرائسه أن الصراع الأكبر بين الشرق والغرب - كان ولايزال - بسبب الغزو الصليبى لمسلمى الشرق الأوسط.
وهل هذا سبب يجعله كفنان محظورا فى مصر؟ تصدق، نعم!
أضف إلى ذلك أنه لا يؤمن بالرواية الواحدة للتاريخ، حيث ثمة حقائق كثيرة مخفية ومسكوت عنها بأمر أولى الأمر.
ولأنه قدم فصلا داخل المسرحية بعنوان (أسرار كربلاء)، مشيراً إلى أن معركة كربلاء هى من أوجدت وأسست للفرقة بين الشيعة والسنة.
وبالتأكيد سيكون هذا هو السبب الأكبر فى عدم عرض هذه المسرحية على أى من خشبات مسارح الوطن العربى وكأنهم يريدون للدم المسلم أن يتفرق بين الشيعة والسنة! فهل يريد الغرب لنا ذلك أم نحن من أردنا؟ يستخدم المخرج فيديو داخل المسرحية شارحا من خلاله الحملات الأوروبية المتعددة للأراضى المقدسة بدايةً من الحملات الأولى منذ 1096 إلى 1099 وحتى الحملات الثانية منذ 1099 وحتى ,1145 أما العرض الذى حوى الحملة الأولى فقد حمل عنوان (الملفات المرعبة) والعرض الثانى كان بعنوان (الطريق إلى القاهرة)، بالإضافة إلى العرض الثالث بعنوان (أسرار كربلاء).
ويستخدم المخرج ومحرك العرائس وائل شوقى أدوات يعود تاريخها إلى 200 سنة، وهى عبارة عن عرائس كان قد جلبها من إيطاليا، بالإضافة إلى عرائس مصنوعة من السيراميك، حيث يعتقد وائل أن العرائس تخلق جوا أسطوريا وسيرياليا يمزج الدراما بالسخرية.
يقول مخرج العرض: إن عمله هذا يحكى قصة أحداث بعيدة ربما تكون هى موضوعات اليوم، والعمل عبارة عن ثلاثية تبدأ أحداثها منذ دعوة البابا «اوربان» الثانى إلى حمل السلاح لتدمير القسطنطينية عام ,1095 حيث يظهر على المسرح مجتمع مسلم متحضر وإنسانى ومسالم يتعامل مع «الكفر» والرعب الذى يسببه الغزو البربرى الصليبى القادم من الغرب والذى حول القدس إلى بلد محتل وحول أهله إلى شتات! شفت بقى يا عربى كيف أهدرت تاريخك وبلادك وسمعتك وحقك ودينك وصرت أنت الإرهابى وأصبح المحتل المعتدى هو الطيب الغلبااااااان؟!∎