الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«القناص الأمريكى».. صائد العرب!

«القناص الأمريكى».. صائد العرب!


ما الذى يربك سكون أفكارك.. ويعكر صفو مزاجك.. ويوجع جدار قلبك.. ويوقظ ضميرك المستريح فى قيلولته إثر كل هذا النقاش العالمى الحاد والجدل والسخط العربى الدائر حالياً والمعتاد بعد عرض فيلم «كلينت استوود» الأخير«القناص الأمريكى» فى كل دور العرض الأمريكية؟ وترشحه فى منتصف فبراير القادم للفوز بـ 6 جوائز أوسكار.. والأكيد أنه سيحصل عليها جميعها أو على بعضها.. ولم لا؟ أليس هو القناص الأمريكى فى بلاد الأوسكار؟
اعترف؟
- هل لأن الفيلم الذى أنتجته شركة «وارنر برازر» والذى حصد 90 مليون دولار فى نهاية أسبوع عرضه فقط.. الفيلم الذى يمنح صكا وغفرانا وتبريرا مزيفا مغلوطا مفضوحا لغزو أمريكا الأول للعراق أثناء حكم السفاح «بوش» الأب أو بوش الأول أو بوش الكبير؟
هل لأن الفيلم يروى قصة حقيقية لقناص كان مجندا فى البحرية الأمريكية واشتهر بأكثر القناصين فتكا لأنه قنص 160 عراقياً بدم بارد ويد ثابتة دون ندم ولا وجع؟
- هل لأن الفيلم يذكرنا بتخاذلنا جميعا كعرب لما تركنا العراق يضيع؟ شاهدنا -واتفرجنا- على البلد العريق وهو يضيع بحق وحقيقى وجد وأكيد.. ثم نرفض الآن مشاهدة وفرجة فيلم سينما - ياسلام- يوثق لجريمتنا قبل أن يوثق لجريمة أمريكا وكلينت إيستوود؟
- هل لأن الممثل «برادلى كوبر» البطل القناص فى الفيلم يصف العرب والمسلمين بالمتوحشين؟ طيب وإحنا إيه يا عسل؟
- هل لأن الفيلم يردنا لطبيعتنا ويذكرنا بعجزنا وخوفنا وقصورنا وخيبتنا عن إنتاج أفلام عنا، تحكى وتفند وتحاجج وتفضح وترد عليهم: الفيلم بالفيلم والأكذوبة بالحقيقة والعين بالعين؟ لماذا لا يلعب الفن الهادف دور السياسة التجارية؟ لماذا لا تلعب السينما العربية المستقلة دور السلطات المقيدة والمربوطة فى حبل بيد الرئيس الأمريكى؟
- هل صدمتنا رومانسية المخرج والممثل «كلينت إيستوود» - القديمة والتى صدقناها- مع «ميريل ستريت» فى الفيلم البديع «جسور ماديسون» فكيف لهذا الرجل الذى شكل إحساسنا ومنحنا كل هذا الحب والعشق الجميل وجعل بعضنا يتمنى أن يحظى فى حياته بفرصة بطلى الفيلم - مع قص بعض المشاهد ولا تزعل يا رقيب - كيف لهذا الرجل -إيستوود- أن يقدم فيلما ينتصر للمحتل ويقتل ويقنص المدافع عن بلاده وشعبه وعرضه وتاريخه وثرواته، ويحتفى دون خجل بالقناص الأمريكى؟ كلينت إيستوود الذى بدأ مسيرته الفنية كاوبوى وانتهى قناصا ومحتلا فاجرا!
فأى إجابة يا ترى من كل تلك الإجابات السابقة - يا عربى- قد عكرت صفو مزاجك وأربكت أفكارك ووجعت قلبك وأيقظت ضميرك من عز قيلولته؟ ∎