الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الظل الذى يبحث عن صاحبه

الظل الذى يبحث عن صاحبه


لا تفقد خطوتك يا غريب وائتنس بالغيمة وبالشجر الأجرد، فدربك الممدود حتى شوارع الغيب البعيدة لا يزال بعيداً.. سر ولاتسترق السمع لنحيب الريح، ودعه يبكى منفرداً وقل: هذا ليس صوت نحيبى، ربما هو يشبه نوحى، ولا تلتف لظلك ما دام لا يمتثل لانحناءات جسدك.. أنت بلا ظل.. لأن ظلك لا يسير بجوارك يا غريب، فلتعلم أن ذاك الذى يخايلك على الجدار حتى وإن حمل اسمك، لكنه ظل شريد يبحث عن جسده المفقود هناك فى شوارع الغيب البعيدة.. فلتبحث أنت عن ظلك.
فى هذا الصباح وأنت تصحو من لياليك كلها، ماذا قالت لك أمك وهى تودعك على أعتاب البيت هناك؟
رأت أمك فى المنام لك حلماً وقصت عليك تفسيره.
قالت:
لا تقم تمثالاً لقاتلك
لا تستدفئ بالغيوم
لا تشيد بيتاً فوق حدود البرق
فى الشجر الأجرد مهلكك
فى شقوق الحوائط تختبئ ذاتك
فى أحرف الكلمات سن النصل
فى قلبه ازرع قلبك
وقالت لك: لو لمحت مرة على الجدار ظلك يشهر نصلا فى اتجاه قلبك فلا تلتقط سكينك، اعبره ومر، لن يقتلك.. خائف هو مثلك.. خائف هو منك.
وأنت سرت وأمامك وصايا أمك - تفسيرات أحلامها وأحلامك، وخلفك كان يرن الخطو، يشبه على الأرض خطوك، تك تك، تك تك، تلتف مراراً، لا أحد فى شوارع الغيب البعيدة سواك يمر، خائف أنت؟ من وحدتك أم من صوت ظلك؟
لا تباغته، لا تخرج سكينك، لا ترشقها بخطفة فى قلبه، يسيح دمه على الجدران، سكينك مرشوق فى قلبه.. يسيح دمك على الطريق سكينه مرشوق فى قلبك.