الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماذا لو لم يشهر إسلامه؟!

ماذا لو لم يشهر إسلامه؟!


بين الحين والآخر تقرأ أخبارًا عن إسلام النجم العالمى ليام نيسون، درجة سعادة انتابت قطاعاً لا بأس به من العالم الإسلامى ولم تكن المرة الأولى.
والحقيقة لا يمكن التأكد من الخبر هل ليام معجب بالدين الإسلامى أم أنه أشهر بالفعل إسلامه، ما تردد أنه كان يصور فيلما فى تركيا واستمع إلى الأذان فدخل الإسلام قلبه.
أوباما مثلا  كثيرا ما يشيد بالإسلام وهو كاثوليكى الديانة جذوره فقط إسلامية من ناحية الأب والعديد من الأمريكيين  يعتقدون أنه مسلم وهذا دليل على أن الدين لم يدخل طرفا فى اختياره أو التجديد له فى رئاسة أمريكا.
كثر من النجوم الذين أحببناهم ترددت أخبار عن اعتناقهم الإسلام مثل أنتونى كوين وذلك فى أعقاب أدائه لفيلمى «الرسالة» حيث لعب دور حمزة بن عبد المطلب و«عمر المختار» المناضل الليبى ولم يكن ذلك صحيحا، هو فقط تعلم أداء الصلاة والوضوء كجزء من التعبير عن الشخصيات الدرامية التى يؤديها، وهو ما تردد أيضا عن يوسف شاهين لمجرد أنه كان كثيرا ما يشيد بصوت الشيخ محمد رفعت وتخيل أن جنازته تنطلق من جامع عمر مكرم على صوت الشيخ رفعت، بالطبع لو لم تعرف شخصية يوسف شاهين لتصورت أنه يقصد بدون أدنى شك أن يشهر إسلامه ولكن تركيبة يوسف شاهين الشخصية تحيل هذه الكلمات إلى تقدير للإسلام ولصوت الشيخ رفعت، ولا علاقة لها باعتناقه الإسلام، وهكذا ودعنا يوسف شاهين بعد إقامة التراتيل الكنسية طبقا للطقوس الكاثوليكية، الكاتب الكبير موسى صبرى والذى حلت ذكراه الرابعة والعشرون قبل بضعة أيام رددوا أيضا أنه أشهر إسلامه لأنه كان يحتفظ دائما معه فى المكتب والبيت بمصحف مع الإنجيل.
قبل سبع سنوات أثيرت قضية  مماثلة من خلال فيلم تسجيلى عرض أولاً فى مهرجان «أبو ظبى» قبل أن يجد طريقه إلى أكثر من مهرجان مصرى.. الفيلم عنوانه «سلطة بلدى» إخراج «نادية كامل» وهى ابنة أحد أقطاب اليسار فى مصر الأستاذ الكاتب الكبير الراحل «سعد كامل».. فكرة الفيلم تعبر عن حالة استثنائية بنفس القدر نرى فيها بعدها الإنسانى المقصود بتعبير «سلطة بلدى» هو اختلاط الأديان والأعراق.. لدى المخرجة ابن نراه فى المشهد الأول يؤدى صلاة العيد فى ساحة جامع «مصطفى محمود» ويدخل فى حوار مع جدته التى نكتشف أن لها جذورًا فى الاختلاط بين الأديان والجنسيات فهى مصرية لها أصول إيطالية فى نفس الوقت هى دينياً مرت بمراحل ثلاث يهودية ومسيحية ومسلمة ويتبقى فى العائلة جذورها اليهودية هؤلاء الذين سافروا إلى إسرائيل فى نهاية الأربعينيات.. الابنة «نادية كامل» مع الأب «سعد كامل» يلبيان رغبة الأم التى تجاوزت الخامسة والسبعين فى زيارة أبناء عمها فى تل أبيب حدثت زوبعة ثم تعاملنا بعدها ببساطة مع هذا الفيلم، المخرجة لديها جذورها اليهودية.
هل مشاعرنا تختلف مثلاً بين حبنا لنجيب الريحانى المسيحى وعلى الكسار المسلم.. هل مشاعرنا تجاه ليلى مراد تغيرت قبل وبعد أن انتقلت من اليهودية إلى الإسلام، العلاقة بين الفنان  والجمهور سواء محليا أو عالميا لا يدخل الدين طرفا فيها، مشاعر الناس لم تتغير عندما تأكدوا أن نجمهم المفضل أنتونى كوين لم يشهر إسلامه كما تردد، ولا أتصور أن شعبيته فى العالم الإسلامى كانت ستتأثر بذلك أو أن الناس ستتوقف عن حبها لزوربا اليونانى لو علموا أن البطل الذى لعب دور البطولة  فى  فيلمى المخرج مصطفى العقاد «الرسالة» و«عمر المختار» لم يسلم كما توقعوا وتمنوا، وهذا هو ما سوف يتكرر مع ليام نيسون ، هل اعتنق الإسلام أم أنه فقط معجب بالإسلام، حجم جماهيريته فى الشارع الإسلامى ستظل كما هى!!∎