
هناء فتحى
اغضب أو اتقمص ..2014 هو عام الفنانين
ولسوف نكتشف معا أن الفن وحده، والفن فقط في طول عام 2014 وعرضه هو من نجا من دماء الإخوان الملوثة بالفيروس الطافح فينا، الدماء التى علقت ولا تزال بكل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وليس صحيحاً أنهم اختفوا بظهور 30 يونيو ,.2013 ثورتنا الجميلة.
سوف نعرف معا أن الفن وحده هو من قاوم فكر المتسلفة ولم يخضع أو ينحن أو ينجرف أو يبيع بضائعهم الفاسدة فى أسواق الغلابة بطول وعرض جغرافيا بلادنا الجميلة.
منذ اللحظة الأولى فى 2014 اختفت ظاهرة عودة الفنانات المعتزلات للعمل فى الدراما التليفزيونية. مع أنها نمت فى آخر سنين عهد مبارك واستمرت مع الحاج مرسى ولكن على استحياء.
في رمضان الماضى حظيت الدراما التليفزيونية بأروع أعمالها كتابة وإخراجا وتمثيلا بل قفزت الدراما فى حركة مباغتة إلى حدود فن السينما بكل ألقه وروعته وشكله الخاص متمثلا فى عدد من الأعمال كسجن النسا والسبع وصايا وكلام على ورق، على سبيل المثال، وقدمت وقدم كثير من الفنانات والفنانين أروع أعمالهم الدرامية على الإطلاق.
بل وهو الأهم ظهور عدد لا بأس به من الممثلين الواعدين الذين سوف يثرون الدراما القادمة على مدى السنين الطوال القادمة.
فقط غاب عمار الشريعى هذا العام (فانفضحت) الموسيقى التصويرية لكثير من المسلسلات، وربما نجا منها مسلسل خالد الصاوى ومسلسل رانيا يوسف.
سوف تكتشف أن السينما خرجت من شرنقة سينما الثورات تلك الأعمال ذات الرؤى والأفكار التي لم تنضج لأننا ما زلنا لم نفهم الملابسات المحيطة بكل ثورات الربيع الأمريكى على تراب الوطن العربى.. وقدمت السينما فى 2014 عددا لا بأس به من الأفلام شديدة التميز وكأن البلاد لم تكن تعانى خراب ما بعد ثورتين.. بينما لاتزال تعانى كل مؤسسات الدولة من ذلك الخراب وتشهد المؤسسة التعليمية على ذلك. وخذ فى سكتك وأنت مطمئن كل الوزارات التى ترتع بالإخوان والمتسلفة.. حتى مؤسسة الأزهر لم تنج من الفيروس إياه .
وأجمل ما فى 2014 أنه قام بتوليد مواهب غنائية، أصوات شديدة الروعة والجمال والتميز ظهرت جميعها فى برامج مسابقات غنائية.. أصوات تقول لك بكل ثقة: إن عصر الستينيات الغنائى عائد عائد عائد - للتأكيد - لا مفر.
فى طول البلاد وعرضها اشتعلت قصور الثقافة والمسارح الصغيرة والكبيرة بالأعمال الجميلة غير عابئة بالتهديدات والأعمال الإرهابية التى تحصد ولا تزال الأرواح فى كل مكان.
فى هذا العام أقيم مهرجان القاهرة السينمائى بعد غياب إجبارى وقبله مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى كذلك. ولا تنس معارض الفنون التشكيلية التى ضربت هى الأخرى أرض البلاد.
ماذا تريد أكثر من ذلك لتدرك أن عام 2014 هو عام الفن والفنانين بامتياز، فهل جاء الوقت لأذكرك وأذكر نفسى بأن الفنانين هم من بدأوا ثورة يونيو من لحظة أن احتلوا وزارة الثقافة ومنعوا الوزير الإخوانى من دخول عتبتها؟
الحكاية الأهم التى يجب تأكيدها بعد هذا العرض والاستعراض لعام 2014 هو أن بلادا يزدهر فيها الفن هى بلاد لا تضيع.. فالفن خصوصا والثقافة عموما هما القادران على أخذ يد البلد من عثرتها السلفية الإخوانية حتى تستفيق باقى مؤسسات الدولة التى بلا خجل وللأسف.
لا تزال تلهو مع الإرهاب فى الحارة المزنوقة.∎