الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«اغتصاب شرعى» يفوز بجائزة مُهر «دبى»!

«اغتصاب شرعى» يفوز بجائزة مُهر «دبى»!


أتصور والتصور ممكن، وأظن وليس كل الظن إثما، أن المخرج  الأمريكى لى دانيالز رئيس لجنة تحكيم مهرجان «دبى» مثل أغلب الأجانب استوقفته الحالة أكثر من السينما.
الفيلم يروى حكاية  فتاة فى العاشرة من عمرها تتزوج بحجة أن الإسلام يبيح ذلك ويتم طلاقها أيضا إسلاميا، ولكن لم نجد أبدا من يقف ثائرا ضد تلك الترهات التى تقدم وجها سيئا للإسلام لا يعبر عن حقيقة الإسلام، ولكنه ينشر آراء من لا يعرفون حقيقة الإسلام.
منحت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى أقصد «المهر» لهذا الفيلم ليس لتفرده فى المعالجة السينمائية، ولكن لأن القضية ساخنة وقدمتها أيضا المخرجة خديجة السلامى بتعبير سينمائى زاعق وحاد.
عرض الفيلم فى مسابقة الفيلم الطويل وعنوانه يشى تماما بفكرته «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» وهو كما ترى عنوان طويل وكأنه الموضوع كله  بتفاصيله الذين يملأون الفضائيات وهم يقدمون تلك الصورة عن الإسلام، تذكرت فيلم «سعيد مرزوق» «أريد حلا» قصة حسن شاه وسيناريو وحوار سعد وهبة، الذى قدم الكثير من التفاصيل التى تبيح للمرأة الطلاق فى الإسلام وذلك فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى ووصل إلى أن أشار إلى أن الإسلام يُبيح الخلع، تمنيت أن تدخل المخرجة فى تشابك حقيقى تفضح هؤلاء المنتشرين عبر الفضائيات لكنها آثرت السلامة. خديجة السلامى مخرجة كثيرا ما أبدعت فى السينما التسجيلية وفيلمها قبل الأخير «الصرخة» عن ثورات الربيع فى اليمن عرض قبل عامين أيضا فى دبى، وهى تُقدم دائما اليمن فى أفلامها على الرغم من أنها تعلمت وتزوجت وحظيت بجوائز متعددة خارج الحدود، ولكنها يمنية الإحساس والمشاعر والذوق. خديجة لم تكمل الخمسين، ولكنك لو اعتبرتها رائدة الفيلم اليمنى    فأنت لم تجانب الحقيقة.
يبدو أنها عاشت نفس المأساة فلقد أجبروها على الزواج وهى فى الحادية عشرة، بينما بطلة الفيلم تزوجت فى العاشرة. فى الحالتين تم الطلاق بضغط من رجال الدين ومن كبار رجال القرية، ولكن من الواضح أن خديجة لم تنس معاناتها وهى فى الحقيقة لا تقدم حكايتها مباشرة،  ولكن من المؤكد أن الشريط السينمائى يروى جانبا منها أو ما تبقى فى مشاعرها وهى لاتزال طفلة وكيف أن هناك من يريدون اغتيال الطفولة والبراءة بغطاء كاذب من الشريعة الإسلامية.
من الواضح أنها لم ترد مناقشة الشريعة وهل من الممكن أن الإسلام يقر بهذا العبث وهكذا،  وكما أن الغطاء الدينى كان هو المبرر للزواج فإن الطلاق تم أيضا تحت غطاء الدين، وذلك فيما يبدو حتى لا تصطدم بفكر دينى عقيم يضعها فى مواجهة مع رجال الدين هناك.
المخرجة تمزج بين الروائى والتسجيلى ولهذا كثيرا ما تلجأ للإحصاء الرقمى الذى يؤكد أن اليمن هى الأولى فى هذا الشأن.
لا أنحاز إلى الفيلم الزاعق وأرى دائما أن الفن والسينما خاصة يجب أن يرنوا إلى مساحة أوسع وأرحب، إنه الإيحاء وليس التصريح، اللمحة وليس الصرخة، ولكن يبدو أن لجنة التحكيم كان لها رأى آخر.∎