
هناء فتحى
يا ضاربين الودع «م لا لا» أخذت «نوبل» ليه؟
أسبوعان ويفتح الجنون بوابته لنا على مصراعيها.. وكلنا داخلون .. وفى مهرجان الجنون هذا سوف يتناطح الوعى مع اللاوعى بعقل مرتب أو بهذيان مقصود.. هو عقل يصل إلى حد الجنون.. وجنون يطاول رجاحة العقل.. فهمت حاجة؟ فى نهاية العام-ككل عام- سوف تتنافس الفضائيات فى استضافة شخصيات - بتفهم فى السياسة والثقافة - تستفيض فى شرح ما جرى طوال عام .2014 وسوف تستضيف ذات الفضائيات منجمين وعرافين ودجالين يستفيضون فى شرح ما سوف يجرى لنا وعلينا خلال عام .2015 سوف يتنافس العرافون وفاتحو المندل وقارئو الطالع على تقطيع وتخريط وجرش ما تبقى من عقولنا ومشاعرنا.. ولسوف يجلس الساسة أو المثقفون المتفذلكون الذين خلف زجاج نظاراتهم الأنيقة ويستفيضون بالتحليل وبالشرح المبين مذكرين بكل ما جرى وكأنهم يفهمون.. طيب هاتوا الدفاتر تنقرا!
لماذا لم تطلب دولة حرة حتى الآن إغلاق سفارتها فى نيويورك وواشنطن على خلفية المظاهرات والاحتجاجات العظمى التى ضربت معظم ولايات أمريكا مثلما فعلوا معنا؟ (نيويورك) التى ترشق فى وسط المحيط تمثالاً شاهقاً للحرية ويرشق بوليسها كفيه فى رقبة مواطنيها خنقا أمام العالم.. و(ميزورى) التى يرشق عسكرها رصاصاته فى قلب مواطن أسود أعزل كان يؤمن بأن أمريكا للأمريكان وكان يؤمن أن صرخة «مارتن لوثر كينج» منحت لونه الأسود قيمة لون قاتله الأبيض.
هل سيجيد الساسة وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان شرحا وتبريرا، كيف تحصل الباكستانية «م لا لا» على «نوبل» منذ أيام لأنها كانت ضحيةً لجهل ذكور يفهمون الدين من ثقب العقل وثقب الضمير.. ذكور ربتهم أجهزة مخابرات تلك الدول كىّ يفعلوا بكل نساء الشرق الأوسط ما فعلوه بـ «م لا لا» أجهزة مخابرات دولية مسيحية تعلم سفهاء المسلمين دينهم.. صنعت لهم ديناً سمته مرةً داعش ومرةً إخوان.. أى جنون هذا الذى سوف يأخذنا للاحتفال والاحتفاء بـ «م لا لا» ضحية من تلك الفتاة؟ هل هى ضحية من قتلها أم ضحية من أعطى القاتل سلاحاً ونفوذاً لقتلها؟.. ومن منحها جائزة «نوبل» هذا العام؟ الإجابة: قاتلها.. ونحنُ سوف نحتفل بمن؟ بها أم بقاتلها؟
هنا سوف تمنح ما تبقى من ضميرك وعقلك وقلبك للدجالين وأنت مرتاااااح البال.. الدجالون الذين سيتنافس الإعلاميون حول أسبقية تنبؤاتهم وصدق أكاذيبهم.. ولسوف يخبرك العرافون بكل ما تتمنى: حبيباً دائماً ووطناً حنوناً.. هل تطلب فى دنياك أكثر من ذلك؟ عايز إيه تانى؟
أسبوعان ويفتح الجنون بوابته لنا على مصراعيها.. وكلنا داخلون.. تصدق من؟ فضائيات تبيع لنا الدين وأخرى تروج للسياسة وأخيرة تتصدق علينا بالوهم .. فضائيات تستضيف من أجلك أنت من يكذب عليك ويضللك باسم الله.. ومن يكذب عليك ويضللك باسم الأوطان.. ومن يكذب عليك ويضللك باسم إرادتك المستعارة ووعيك المجنون؟∎