
هناء فتحى
لما العرب يبقوا دواعش.. داعش تروح فين؟
سوف تكتشف أن خريطة الجغرافيا الثقافية المتصدعة للوطن العربى الآن، ما كان تصدعها هذا إلا نتاج خريطة سياسية متشققة ومطموسة لذاك الوطن.
ففى الأرض التى ترعرع فيها الإرهاب ومد سيقانه وفروعه وظله علينا سوف تجد أنها نفس الأرض التى يهان فيها الفنانون والمثقفون وتمتهن فيها الفنون والثقافات.. وكأن الجغرافيا السياسية للوطن العربى المتمزق قد أهانت المثقف العربى.. وأن ما يعرف بالإرهاب والإخوان وداعش لم يقطعوا رءوس الناس فقط بل أعدموا الثقافة والفنون.. جلدوا الفكر.. ورجموا الفكرة.
فى أسبوع واحد حدث هذا:
1- العراقيون يهددون بإحراق أشعار الشاعر العراقى العربى الكبير «سعدى يوسف» لأنه كتب تغريدة تتحدث عن (مصر العروبة وعراق العجم) يقول الأكراد إن سعدى أساء فيها إليهم.. فكان أن قام إقليم كردستان العراق بحذف أشعار الشاعر العربى الكبير من مناهج سنة الثالثة الثانوى.. وكان «سعدى» قد غرد على صفحته بما يلى: «كلما دخلت مصر أحسست بالعروبة دافقة. ليس فى الأفكار.. العروبة فى المسلك اليومى.. أنت فى مصر عربى.. لأن مصر عربية.. ولأن أى سؤال عن هذا غير وارد.. ما معنى أن يتحكم فى العراق أكراد وفرس.. نحنُ فى عراق العجم.. سأسكن مصر العربية».
2- الفنانة الكويتية «شمس» أعربت عن تقديرها وامتنانها لمحكمة سعودية أصدرت حكماً بـ 70 جلدة لناشط أساء إليها - برضه بتغريدة على حسابه الإلكترونى - وكانت معركة كلامية قد نشبت بين المطربتين: شمس وأحلام.. انضم فيها الناشط المجلود لصف أحلام ضد فريق شمس (نفسنة يعنى).. فكان أن حكمت محكمة سعودية بحكمها السابق.
3- طالب بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتى وكذا بعض نساء الكويت بطرد الروائية الجزائرية الكبيرة «أحلام مستغانمى» بل وطالبوا بقطع زيارتها لمعرض الكويت للكتاب لأنها - برضه - كانت قد كتبت تدوينتين تقول فى الأولى: (أسافر الكويت وأضع فى الحقيبة عباءات).. هذا وقد شوهدت «أحلام مستغانمى» متلبسةً فى معرض الكتاب بارتداء عباءة مكتوب عليها اسم آخر رواياتها «عليك اللهفة».. أما التدوينة الثانية التى أدت إلى إلغاء ندوة كانت مقامة لها احتفالا بتوقيع روايتها الجديدة فهى تغريدة رثت فيها صدام حسين وتمنت فيها زيارة قبره.
4- هناك حادثة رابعة يمكن سردها فى ذات السياق - ممكن تمشى - مع أنها حدثت فى الهند -جيراننا برضه - وليس فى حدود الجغرافيا الثقافية العربية المتصدعة: فعلى الهواء مباشرةً قام شاب هندى مسلم ويدعى «عقيل مالك» بصفع ممثلة بوليوود وعارضة الأزياء الشهيرة (جوهار خان) لأنها كانت ترتدى فستاناً كاشفاً وهى مسلمة.. حدث ذلك أثناء عرض تليفزيونى كانت «جوهار» تقدم الحلقة النهائية لمسابقة الغناء Row Star.. وعلى الهواء أمام كل السادة المشاهدين تم صفعها على وجهها.
«السؤال: مين داعش بقى؟ إحنا ولا هم؟∎