
رفيق جريش
أسوار وأسوار
على أنغام السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، احتفلت ألمانيا منذ أسبوعين بمرور 25 سنة على سقوط حائط برلين، الذى كان قد قسم ألمانيا إلى شطرين ألمانيا الشرقية برعاية الاتحاد السوفيتى الشيوعى فى ذلك الوقت وألمانيا الغربية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع هروب كثير من الألمان الشرقيين إلى الغرب، تم بناء حائط بين الشطرين عام .1961
ولكن مع ظهور الرئيس جورباتشوف الذى أراد إصلاح وتجديد الاتحاد السوفيتى وحزبه الشيوعى والذى أسماه «البرسترويكا».
سقط الحائط عام 1989 بفضل الضوء الأخضر الذى أعطاه جورباتشوف ورجال عظام مثل هلموت كول، مستشار ألمانيا الغربية، والبابا يوحنا بولس الثانى والرئيس بوش الأب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذين شجعوا الاتحاد السوفيتى على ألا يتدخل فى إرادة الشعوب التى اختارت الحرية، وكم من الألمان الشرقيين ماتوا رميا بالرصاص على هذا السور طلبا للحرية.
الدرس الذى علينا أن نعيه ونتعلمه جيداً أن الأسوار مهما طالت أو سَمُكت تسقط أمام إرادة الشعوب فى الحرية، والأسوار الحقيقية هى فى القلوب حيث البغض والظلم والحقد والاستغلال للآخر وكراهية الإنسان لأخيه الإنسان، وهذه الأسوار يجب أن نعمل على سقوطها.
بينما تحتفل برلين بتوحدها، ألقى الرئيس السابق جورباتشوف، ضيف الاحتفال، كلمة حذر فيها من عودة الحرب الباردة بسبب أزمة أوكرانيا، إنه يحذر بأن أسوارا جديدة ستبنى إن لم توجد الإرادة الصالحة لدى الحكام والمسئولين شرقا وغربا للعمل من أجل السلام.
سور آخر يجب أن يهدم هو السور الذى بنى بين إسرائيل والأراضى الفلسطينية، فبدلا من إيجاد حلول عادلة لتحقيق السلام بَنت إسرائيل سورا عظيما بحجة منع الإرهاب عنها سورا أكل من الأراضى الفلسطينية وقسم العائلات وزاد الحقد والضغينة، فما أسهل بناء أسوار للكراهية وما أصعب بناء أسوار ثقة وسلام ومحبة بين البشر . ∎